أدب

هدى الزيز على الطبوع.. وقال له: صباح الخير يا كردوش

بقلم: عبير شهابي

لكل شيء نهاية، فعندما يجف الطبوع، وتتبخر منه آخر المنافع التي يبحث عنها الزيز.. سيفكر الزيز ملياً وببراغماتية غير مسقفة أو محدودة، أو ما يسميها بعضهم بانتهازية منقطعة النظير، بالبحث عن طبوع آخر، عله يجد ضالته في بحثه الدؤوب، ليشفي غليله عن ما يبحث عنه.

اليوم حقيقة ، الزيز سئم حياة الجعل “الخنفساء” التي تأخذ من قلب الطبوع قصراً لسكناها، وبات يقلد النحلة بكل شيء، وقبلاً حاول تقليد الدبور لكان العجز والفشل في صنعة التقليد عنده، قد ألحقت به الهزائم تلو الهزائم، وكل أنواع الإخفاقات.. والأمر حدث ولا حرج، فلا هو صنع خلايا النحل المحملة بالشهد، ولا قوي على الاستمراء في معايشة الطبوع إلى ما لانهاية..

وعلى ما يبدو رغم حرب الدبابير والنحل التي لا تنتهي، ثمة استراحة محارب، فقد سأل الدبور النحلة، هل لصديقنا الزيز من أخبار عندك؟

بحزن وهدوء وروية، أجابت الدبور، لتعلم أيها الغدار، يا من تستل زبانتك وتتسلل خلسة لتغزونا في عقر الدار، أن الجعل قدر رضي بالأقدار، وأن الزيز عاد ليعانق الأزهار رغم قلة الاقتدار.

وعليك أن تعلم أيها الجار الشبيه المزركش جمالاً بمقدار.. ستبقى وحدك عند  كل من يطير بجناحين هشتين مثلي بأنك سيد للفجار..  

وعليك أن تعلم ان الجعل جعل من كل طبوع قصراً، وأن الزيز تصالح مع كل الزنابق على هذه الأرض وورود الأشجار، ومثلك سيعيش بين امتنا وأمة الزقارط، بلا هيبة أو قيمة أو وقار.