كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة قدمت عروضاً لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، مقابل التخلي عن تحالفه مع إيران وإغلاق خطوط إمداد الأسلحة، مشيرة إلى أنه مع التطورات الأخيرة في سوريا تصبح محاولات قطع العلاقات بين دمشق وطهران “أقل احتمالاً”.
وفي تقرير لها، قالت الصحيفة إن سوريا تعرضت، على مدى الأشهر الماضية، لقصف إسرائيلي متصاعد، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة ودول الخليج العربي “تتودد للنظام السوري دبلوماسياً خلف الكواليس، في نهج سري ومزدوج، بهدف الضغط على الأسد لحمله على التخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله”.
وأضافت الصحيفة أن “المبادرات تجاه الأسد، كانت نتاج ما رأته إسرائيل وحلفاؤها فرصة نادرة، ولكنها مع ذلك محفوفة بالمخاطر، مع تفكك الشبكة الإقليمية الإيرانية تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي”، موضحة أن إسرائيل وحلفاءها “كانوا يأملون في إجبار الأسد على الخروج من التحالف مع إيران”.
“أقل احتمالاً”
ووفق مسؤولين أميركيين سابقين ودبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين إسرائيليين تحدثوا إلى “نيويورك تايمز”، فإنه “مع تزايد التحديات التي تواجه نظام الأسد، تصبح محاولات قطع العلاقات بين النظام السوري وإيران أقل احتمالاً”.
وقالت المصادر إنه “على الرغم من أن شركاءه التقليديين أصبحوا ضعفاء جداً، إلا أنه من المتوقع أن يصبح الأسد أكثر إحجاماً عن التخلي عن إيران وحلفائها، الذين ما يزالون يشكلون أفضل رهان له للقتال مرة أخرى من أجل بقاء نظامه”، مشيرة إلى أن الهجوم على حلب دفع إيران وروسيا إلى “إصدار تعهدات جديدة بمساعدة الأسد، مما يشير إلى أن التحالف سوف يتحدى محاولات حله”.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول السابق في البيت الأبيض والخارجية الأميركية، أندرو تابلر، قوله إن “الجهود الإقليمية الطويلة الأجل، التي تهدف إلى إجبار الأسد تدريجياً على التحول، تبدو الآن غير محتملة دون إظهاره استعداده للانفصال الصعب عن إيران”.
وأضاف المسؤول الأميركي السابق أنه “كيف يمكنه أن يفعل ذلك في ظل الظروف الحالية؟ إيران أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لبقائه في السلطة”.
الموقف التركي
بموازاة ذلك ما سربته بعض أوساط المعارضة السورية المتحالفة مع تركية، تقول أن الرسالة التركية قد وصلت الى طهران.. وأن مضمونها واضحاً لا لبس فيه، بأن اي تدخل عسكري ايراني مباشر ضد المعارضة السورية، سيقابله تدخل عسكري تركي الى جانب المعارضة..
وأن هذا التدخل سيتجاهل كل الاتفاقيات السابقة مع أطراف أستانة خاصة بعد تجاهل استحقاقات ما اتفق عليه من قبل النظام السوري وروسيا وإيران.. وأن وزارة الدفاع التركية لن تسمح لحزب العمال الكردستاني “(بي كي كي/ واي بي جي) الذي يشكل تهديداً خطيراً على وحدة تراب سوريا وسيادتها الاستفادة من حالة عدم الاستقرار بالمنطقة”.
الذي جاء على لسان مستشار العلاقات العامة والإعلام لوزارة الدفاع التركية، الأدميرال زكي أكتورك، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الخميس.
وأضاف أكتورك أن تركيا تتابع عن كثب الأنشطة التي بدأتها فصائل المعارضة السورية في منطقة حلب والتطورات ذات الصلة في إطار الأهمية والأولوية الممنوحة لوحدة سوريا وسلامة أراضيها ومكافحة الإرهاب.
وأردف: “اتخذت قواتنا جميع التدابير اللازمة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ونواصل التعاون والتنسيق الوثيق مع نظرائنا في المنطقة منذ البداية”.
وأشار إلى أن التطورات الأخيرة والأوضاع في سوريا ناجمة عن مشاكل عالقة لم يتم حلها منذ فترة طويلة، ولأن النظام السوري لم يأخذ بعين الاعتبار مطالب المعارضة، وناجمة أيضا عن ديناميكيات داخلية بسوريا.
وتابع: “في هذا السياق، نعلن أننا نلتزم بالاتفاقات التي أبرمناها في مناطق العمليات التي نفذناها شمال سوريا، ونتوقع أن يلتزم بها محاورونا”.
وأردف: “وندعم وحدة الأراضي السورية، ولن نسمح لتنظيم بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي، الذي يشكل تهديداً خطيراً لوحدة أراضي سوريا وسيادتها وأمن منطقتنا، للاستفادة من حالة عدم الاستقرار في المنطقة”.
وأضاف: “نؤكد مرة أخرى أن موقفنا بشأن مكافحة التنظيمات الإرهابية الناشطة في المنطقة واضح”.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، ضمن عملية “ردع العدوان”والجمعة دخلت مدينة حلب، والسبت بسطت سيطرتها على محافظة إدلب.
وعقب إتمام السيطرة على مركز حلب، واصلت المعارضة تقدمها باتجاه محافظة حماة، وتمكنت من بسط سيطرتها على العديد من القرى المحاذية لمركز المدينة.