قضايا اجتماعية

نظام الأسد يعيش موتاً سريرياً رغم الادعاءات

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

نصر النظام الطائفي القاتل المجرم الذي يتحدث عنه البعض بمعنى أنه تمكن من الإستمرار لحد الآن مسيطرا على السلطة، ولكن لنعرف حقيقة زيف ما يدعي هل استطاع بسط سلطته على مجمل الأراضي السورية؟

بالطبع لا، فبنظرة سريعة لخارطة القوى المسيطرة على الأرض السورية نرى وجود مساحات واسعة خارج سيطرة النظام الطائفي القاتل المجرم تتجاوز ما نسبته ٤٥ ٪ من المساحة الكلية لسورية، وكذلك حال المساحة التي يسيطر عليها وسيطر عليها بعد النكسات التي تعرضت لها الثورة بفعل الخيانات والعمالة والاندساس من قبل آزلام زرعهم النظام في جسد الثورة و قيادتها.

وعلى الرغم من ذلك فسيطرته وهيمنته على هذه المناطق سيطرة هشة، وفي غالب الأحيان لا تتعدى الحواجز العسكرية والمواقع والأمنية المتواجد بها، بل هذه ذاتها ما تتعرض بشكل دائم ومتواصل للاستهدافات المباشرة للشعور العدائي لأبناء هذه المناطق اتجاهها تماما كالشوكة في الجسد الذي لن يتعافى و يرتاح إلا بنزعها والخلاص منها.

ونعطيكم مثالا حيا من تصرفات النظام الطائفي القاتل المجرم الذي تدل دلالة واضحة لكل متبصر بأن النظام لم يحقق النصر ومنها استمرار الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال المناطق التي يسيطر عليها، فكيف لمن حقق نصرا حاسما أن يستمر في تقطيع أوصال جغرافيته إلا إذا كان على قناعة بأن ما حققه ليس نصرا بل كسب جولة من جولات الصراع الطويل بأن الخطر ما زال قائما و العداء ما بينه و بين الشعب هو ديدن العلاقة القائمة بينهما.

ويأتي الأمر الثاني في حملات اقتحام المدن والبلدات والقرى فمن حقق النصر لا يقتحم والاقتحام واستهدافه لهذه المدينة او تلك البلدة لا يعني إلا بأن الأمور لم تصف بل مازال هناك قوى ثورية حية تقاومه و لم تستسلم في كل المناطق السورية، فلماذا يحاصر زاكية والديريخية وكناكر في ريف دمشق و يحاول اقتحامها و لماذا يستهدف طفس و اليادودة في درعا ، و لماذا ؟ و لماذا ؟

والخسائر البشرية بقواه العسكرية والبشرية والميليشيات الداعمة له الشبه يومية التي يتعرض لها في غالبية الأرض السورية كيف تحدث ؟!!!

تحدث بفعل فاعل و هذا الفاعل عبارة عن قوى ثورية أبت الاستسلام و مازالت مستمرة في اعمالها الثورية ضد حتى استنزاف قواه و دحره عسكريا بشكل نهائي، نعم فهذه ليست تصرفات من يحقق النصر الناجز، قد نستطيع القول بأنه كسب جولات و حقق انتصارات جزئية فيها ولكن نتائج الثورات لا تقاس هكذا بل تقاس بنتائجها النهائية ونتيجتها النهائية مرهونة بالإجابة عن السؤال التالي : هل استسلم الشعب السوري للنظام الطائفي القاتل المجرم بشكل نهائي ؟ و سلمه قياد أمره و زالت إرادة مقاومته ؟

بالطبع لا، فمازال الشعب يريد إسقاط النظام و القضاء عليه و الخلاص من العصابة الطائفية القاتلة المجرمة المتحكمة به والدليل على ذلك الهجمات والاستهدافات المتتالية التي تتعرض له قواه العسكرية والأمنية وتكبيده الخسائر الفادحة بشكل شبه يومي على امتداد الأرض السورية من دير الزور إلى درعا إلى حمص إلى حماة إلى دمشق وريفها والبادية وغيرها.

و لم نتحدث عن باقي أوجه الصراع المهزوم فيها فاقتصاده منها و مؤسساته الإدارية هشة غير منضبطة ولا تقوم بكامل مهامها والخدمات شبه معدومة فلا كهرباء ولا ماء والليرة تنهار يوما إثر يوم والأسعار ملتهبة والدخل الشهري لا يكفي تلبية حاجات الأسرة إلا بضعة أيام، ولولا دخل الحبوب المخدرة عليه والمقدرة بمليارات الدولارات لما وجد ما يمول نفسه به، عدا عن بيعه لأغلب المرافق و المؤسسات الحيوية السورية، و عندما لم يعد لديه ما يبيعه منها تسعى إيران لقاء ديونها المستحقة عليه إلى مقايضتها بالأراضي، أي نقل ملكيتها إلى الملكية الإيرانية و كما نعرف الأرض الوطنية هي جزء من السيادة الوطنية.

وعلى سيرة السيادة الوطنية التي يعززها النصر المدعى والمزعوم هل نستطيع القول بأن سورية في ظل النظام الطائفي القاتل المجرم تتمتع بسيادة وطنية وأرضها مستهدفها بشكل دائم إسرائيليا عدا عن وجود كل هذه القواعد والقوى الأجنبية على الأرض السورية، للدرجة التي أطلاق فيها الكثير من السوريين لقب مختار المهاجرين على رئيسها الأهبل المصروع كناية على عدم تجاوز سلطته حي المهاجرين الذي يتخذ منه مقرا لإقامته، فأي نصر وأي سيادة و النظام الطائفي القاتل المجرم تذروه رياح و عواصف كل القوى الموجودة على الأرض السورية ؟!!!

حتى لقاءاته الدبلوماسية و انفتاح بعض الدول عليه من خلال بعض مسؤوليها فمن مفرداتها و محاورها الحل السياسي في سورية، فلو حقق نصرا ناجزا حاسما لكان الحل كما يريد هو لسبب بسيط و هو زوال و القضاء على الطرف الآخر المعادي له، و لعادت له الأمور كما كانت، و لكن هيهات هيهات !!! فالشعب السوري بغالبية ما زال يسعى ويريد القضاء على النظام الطائفي القاتل المجرم و العصابة المتحكمة به.

و لقد صدق سمير جعجع زعيم القوات اللبنانية في توصيف النظام الطائفي عندما نعته بالجثة السياسية التي لا قيامة لها.