آراء

نظام الأسد في مهب الريح


بقلم: إياد مصطفى
بعيداً عن التوقعات والتخرصات والاصطفافات، بل وبعيداً عن الحب والكره لهذا الطرف أو ذاك،، فقد أثبتت السنوات الأخيرة، أن النظام السوري، بلبوسه الطائفي، قد تراجعت سطوته وازدادت أزماته، حتى باتت عصية على الحل.. أكثر من ذلك أنه يفتقد إلى السيطرة حتى في العديد من أحيـاء دمشق. لدرجة أن سلطاته داخل العاصمة، باتت تقتصر على مكاتب الأجهزة الأمـنية وداخل الثـكـنات العسـكرية، مع وجود تذمـر واضـح حتى بين العسـكريين..

والذي ظهر في اليومين الأخيرين في محاولته إظهار القوة والجدارة بالجنوب السوري، ليفاجئ بالفشل الذريع والمفجع حقاً.. بل أن هذا الواقع المفجع والمتردي، دفع الاحتلال الروسي للعمل سريعاً للملمة الوضع الأمني، بذريعة إيجاد حلول سياسية-أمنية، للعديد من الملفات العالقة بين أجهزة النظام القمعية وأبناء محافظة درعا.. ظناً منه أنه سيقوى على خلق غطاء أو مظلة تلفت الأنظار الداخلية والخارجية، عن الوهن الذي يعيشة النظام على كافة المستويات..

هذا الواقع حقيقة هو دليل لا يمكن لمتتبع للوضع السوري والأزمة السورية تجاهله، بأن غالبية الشـعـب السوري بات مستعداً للانخراط في عملية التغيير، وأنه بات مقتنعاً أن بذل بعض من الجهد المركز، يمكنه أن يطيح بالنظام.. خاصة بعد افتقاده للثقة في إمكانية نجاح أية عمـلية للانتقال السياسي السـلمي، بغرض إنشاء نظـام جديد، يشمل الجميع بشكل عادل، ويجـسد الإرادة الشـعـبية لكافة أطياف الشـعـب السوري، بتنوعه العـرقي والديـني والطائـفي. فالقضية أصبحت واضحة، وأن تجربة حوران والجنوب السوري أصبحت مثلاً يحتذى، بمعزل عن النتائج الآنية التي قد يتوصل لها أبناء الجنوب مع هذا النظام..
 
وأن الحركة الوطنية السورية أصبحت واقعاً، لا يمكن لأحد على وجه الأرض تجاهلها، بمعزل عن محاولات تشويهها المستمرة من خلال دمغها بالأسلمة ودعشنتها.. وهي على ما يبدو تجمع بين صفوفها كل أبناء الشعب السوري بكل طوائفهم وانتماءاتهم الجهوية والحزبية والمناطقية.. وأن نظام الأسد بات في مهب الريح، رغم المكابرة التي يعيشها والتي يحاول إيهام الشعب السوري من خلال وسائل إعلامه ومرتزقته أنه ما يزال الطرف الأقوى المتحكم بكل مفاصل الدولة والمجتمع..

فسورية بكل وضوح تفتقد إلى أدنى مقومات الدولة، خاصة في ظل الظروف العصيبة والقاسية التي يعيشها من تبقى من الشعب السوري تحت نير القتلة فيها.. ولعل هذا الواقع هو ما دفع محمد الشاعر مستشار روسيا لكتابة مقاله “الرسالة” بأنه يطمئن الجميع أن احتمالات نشوب حرب أهلية بعد اليوم قد أصبحت منعدمة نهائياً، وأن فرض سيطرة “القيادة والحكومة السورية”، وفرض القوانين الدستورية على أرض الواقع أصبحت مستحيلة بدون عملية الانتقال السياسي على أساس تعديل دستوري، والتوافق على دستور جديد..

حينها “القول للشاعر” “فقط تستطيع السلطات المطالبة بتسليم السلاح وفرض سيادة القانون”.

وطالب الشاعر بالقول:” انطلاقاً مما سبق، يجب على جميع السوريين ممارسة ضبط النفس، وأقصى درجات الصبر، والاطمئنان إلى أحداث الأيام الثلاث الأخيرة في درعا، قد وضعت حداً للمطالبة والتلاعب والالتفاف على الجهود الدولية”.

فقد نضج العامل الداخلي السوري لدى جميع السوريين معارضة وشعباً ونظاماً، ولم يعد أحد يتحمل الانهيار الاقتصادي والمأساة الحقيقية التي يعيشها الشعب السوري. نحن بدورنا نقول، أن الصمود الاسطوري لقوى الشعب الحية، غير المرتهنة للخارج وحدها من دفعتك ولكتابة مثل هذه الرسائل وبدفع من الروس..

بل ونقولها بالفم الملآن، أن التسويف لن ينفع الاحتلال الروسي وغيره من الاحتلالات، وأن الانهيار الكبير قادم لا محالة وسيأخذ بطريقه، كل من راهن على نظام الإجرام الطائفي المحتل لسورية وأهلها..