آراء

نصف الانتصار أن تعرف عدوك

بقلم: عبد الكريم محمد
غالباً ما يحاول البعض باسم المصالح الكبرى، تجاهل بعض الأعداء حتى نيلاً أومساً بسمعتهم وسلوكهم.. منطلقاً هذا البعض السطحي المعرفة والانتماء، خائر العزيمة، من مقولة عدم شراء العداوة.. وعدم تعظيم عدد الأعداء، لعلنا نعاظم عدد الأصدقاء ما أمكن، ونحيّد جزءاً من معسكر الأعداء..

هذه المقولات والأفكار والقناعات والسياسات، كلها من أوصلتنا إلى ما نحن عليه، مما نعيش من واقع مزري، يفرح العدو ويبكي الصديق.. بل وبؤسس لحالة من اليأس والقنوط، الذي بدوره سيؤدي إلى الرضا لأية حلول مجحفة، لا تسمن ولا تغني من جوع..

هؤلاء النبلاء في خطابهم، الجهلة في معرفتهم لحقيقة الأشياء، عليهم أن يتذكروا أن تعرف عدوك وتعمل على فضحه، هو دالة الانتصار، بل هي المقدمة لنقل الهزيمة النفسية والمعنوية إلى ذاك المعسكر الجهنمي، الذي لا يتوانى إذا ما قيض له، الحاق الأذى بقوة الحق الباحثة عن لحظة عدل ما أمكنها ذلك.

المهم بالأمر عندما تخاف قوة الخير من توجيه الاتهام بالبنان لكل قوى الشر، تكون قد ساهمت بعلم أو بغير علم، بقصد أو بغير قصد، إلى مدّ قوى الشر بالقوة وديمومة شرها، الذي لا ينضب.. فقوة الشر كانت وما تزال هي الأقدر، على استثمار شرورها حتى عند أهل الخير..

خاصة وأنها الأقوى والأقدر، على تلفيق الحكايات والمقولات الملتبسة الكاذبة، التي تمرر على أصحاب النوايا الطيبة.

المهم بالقول أن أهل الشر ملّة واحده، وأهل الخير يعيشون عقدة الملل والنحل، ويدخلون في التفاصيل ظناً منهم أنهم الأكثر معرفة من غيرهم، دون إدراكهم لحقيقة وطبيعة أهل الشر.. الذين يمتلكون القوة والصولجان..

وأن القدرية في مواجهة أهل الشرن لا تقدم أو نؤخر شيئاً على الإطلاق.. ومن يبحث عن هزيمة الظلم وإقامة العدل.. عليه أن يحزم أمره، وقبل ذلك أن يعرف جيداً من هم معسكر الأعداء، لكي يقوى على تعظيم قوة معسكر الأصدقاء.

بل عليه أن يعي أن ترويض الأفاعي أو تحييدها، مجرد وهم لا أكثر، فالأفاعي بطبيعتها تعيش قيم الغدر حتى لو بنبت لها قصوراً بديلاً عن الجحور.. وأن سمها هو سرّ ديمومة بقائها.. تماماً كما قال المتنبي ذات يوم، إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ .