آراء

من يريد أن يدعم الديموقراطيات عالمياً.. عليه التوقف عن دعم الديكتاتوريات

بقلم: عبد الكريم محمد

قال المثل المصري “أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك اتعجب”، مرة أخرى يطالعنا السيد بايدن بخطاب ناري مبلول غير ذي جدوى، في احتجاجه على الجرائم الروسية التي يندى لها الجبين..

العقوبات الاقتصادية ليست هي الحل، ولا قطع العلاقات التجارية مع القتلة كان حلاً، بل لم تكن العلاقات الدولية القائمة على المنفعة المطلقة حلاً، الحل هو أن يقف مدعي دعم الديموقراطية في العالم، بنشر الديموقراطية عبر التخلص من النظم التوتاليتارية المجرمة التي تعيث بالأرض فساداً..

من يمنع على دول العالم خيار شعوبها، ويساهم بالانقلابات العسكرية على صناديق الانتخابات ويسعى لوأد خيارات الشعوب، هو أكبر أثم على وجه الأرض.

لم يعد متسعاً للتكاذب، لم يعد مكاناً للاستنسابية، على السيد بايدن وغيره أن يعرف أن القيم ليست كسرة خبز وحسب، وليست إدعاءاً من جمل معسولة، قد ينشر عبر الشاشات ووسائل الإعلام، بقدر ما هو فعل أخلاقي وقيمي يستند إلى العدالة قبل أي شيء.

ما يمارس على هذه الأرض، خاصة لجهة الحفاظ على النظم الديكتاتورية، بذريعة الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ومحاربة كذبة الإرهاب والإرهابين، هو الجريمة عينها.. ناهيك عن النهب المنظم، الذي يمارس بأبشع الأساليب والطرق غير الأخلاقية.

لا يجوز أن نرى بالاحتكار والسيطرة على مقدرات شعوب العالم، ذكاءاً أو حرفة نادرة، بقدر ما يجب أن ينظر لها على أنها سلوكيات خارجة عن المألوف الانساني، التي بدورها تفتقد إلى القيم الإنسانية الخلاقة.. بوتين بطريقته القذرة يقلد من هم أكثر منه مسوأة على هذه الأرض..

ومن يحق له طرح المقولات الأخلاقية، وحده من ينطلق من المفاهيم الأخلاقية، التي تؤسس للحريات والعدالة والحفاظ على الرقع المحمية للشعوب.. وحده من يشرع بحل القضايا العالقة كقضية الشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى، التي تعيش صراع الهوية، التي خلفتها نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية.

دون ذلك، العالم بكليته، سيذهب مسرعاً إلى صراعات لن تبقي ولن تذر، وسيعيش سنوات طويلة من الخراب قد تعود به إلى حالة من الصراعات غير المأمونة، وما يجري بأوروبا هذه الأيام، هو نتيجة لمثل هذه السياسات الجهنمية، الفاقدة للمعايير الانسانية والأخلاقية على حد سواء.