آراء

من هو بشار الأسد ليقدم صفقة لأمريكا؟!!


بقلم: عبد الكريم محمد
ما بين الحين والآخر، يطل علينا البعض بمقولات ما أنزل الله بها من سلطان.. اليوم يطل رامي الشاعر مرة أخرى، ليسوق بشار الأسد باعتباره شريكاً باللعبة الشرق أوسطية.. النصيحة كل النصيحة لكل من يعمل بحقل السياسية أو من يهتم بالشأن السياسي السوري والعربي، أن يدرك بأن الولايات المتحدة، عندما تعيّن الحكومات والأنظمة في بلادنا، هي من يرسم لها أجندتها السياسية والأمنية..

وأن أي خطأ كبير من قبل هؤلاء، أو خروج عن الخطوط الحمر المرسومة لهم، سرعان ما يخرج المسدس المزروع خلف ظهر ذاك الرئيس وهذا الملك، لتكون الطلقة من ذاك المسدس بمثابة رصاصة الرحمة، لتمر القضية بلا منغصات أو تداعيات تذكر.. وكأن شيئاً لم يكن.
الأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى، بداية من الانقلابات العسكرية على الملوك وديموقراطياتها الحديثة، مروراً بالانقلابات العسكرية الجوالة.. والاعدامات التي قادها كثير من هؤلاء القتلة، الذين قتلوا فيما بعد، حتى الملك فيصل والسادات، وقبلهم عبد الكريم قاسم وآخرهم  صدام وياسر عرفات والرئيس المنتخب محمد مرسي، لم يسلموا من المسدس المزروع في الظهر..

المهم بالأمر، بشار الأسد ما يزال حتى هذه اللحظة، حاجة أمريكية ماسة، وهو يقدم، رغماً عن أنفه، كل الاحتياجات الأمنية المطلوبة منه أمريكياً.. وأن تنامي الحركة الوطنية السورية، هي من يسقط أوراق بشار الأسد، ليس عند الأمريكان وحسب، بل وعند كافة المنظومات المحلية والإقليمية والدولية..
فلا بشار ولا بوتين ولا خامنئي يفرضون شروطاً، بل القائد الدولي للعالم هو من يوزع الحقائب على موظفيه.. هؤلاء موظفون كل حسب قدراته، تبعاً للحاجة إليه، وعندما تنتهي الحاجة أو الوظيفة، يصبح بقائه عبئاً على رب العمل.

الأهم، واشنطن لا يوجد عندها هواجس وهموم، إزاء كل ما يتعلق بالملف السوري، وهي ترى حتى هذه اللحظة بسورية، مغناطيساً تصفي من خلالها كل الاتجاهات الأصولية، التي من شأنها قد تخرج عن المألوف الأمني والسياسي، الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على المصالح الاسترتيجية الأمريكية والمتطلبات الأمنية، في غفلة من الزمن.

ولعلنا لا نغالي بالقول، إذا ما اعتبرنا، أن بقاء بشار الأسد في السلطة، يندرج تحت هذه التوجهات لا أكثر، وأن قرار مجلس الأمن 2254 مجرد إدارة للأزمة، ولم يطرح للحل على الإطلاق للقضية السورية.. بل ليكون ذريعه للروس لتقديم ما هو مطلوب منهم، دولياً في سورية.. دون ذلك هراء لا مكان له..
 ليبقى السؤال الجول الذي لا بد من استحضاره على الدوام، من هو بشار الأسد ليقدم صفقة لأمريكا؟!!