بقلم: عبد الكريم محمد
بداية وقبل الإجابة على السؤال الممض، لا بد من تبيان الحقيقة القائلة، أن للإرهاب نوعان؛ أولهما إرهاب الدولة المنظم. وثانيهما إرهاب الأفراد والجماعات..
وهنا لا بد من القول، أن الأفعال الإجرامية الإرهابية هي ذاتها، بكل ما تحمله من قبح، وليس المهم أن يصدر عن دولة أو جماعة سياسية أو أفراد، العبرة بالسلوك والقيم الدافعة لهكذا سلوكيات جهنمية دهرية..
أما ما يخص الدول، فالدولة العظمى أياً تكن، عندما تستخدم قوتها والتلويح بها، تجاه دولة أو شعب آخر، هذه الدولة إرهابية بامتياز.. لأنها تستخدم سطوتها في إرهاب الضعفاء من أجل السيطرة عليهم بالقوة ونهب خيراتهم..
بل عندما تدخل هذه الدول في سباق التسلح المحموم، لا بد وأنها هذه الدول تتحول إلى دول إرهابية عن سابق إصرار وترصد.. باعتبار مثل هذه القضايا هادفة لتعميم سياسة الخوف فيما بين الشعوب، عبر اتباع مثل هكذا سياسات إعلامية مجرمة.. توطئة للسيطرة والإخضاع لكل البشرية على هذه الأرض.
أيضاً عندما تسطو اقلية حزبية أو جهوية أو قبلية أو طائفية أو أثنية، على السلطة في بلد من البلدان، لا بد من اعتبار هذه الجماعات بكل ما تمثل عسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية واقتصادية، على أنها مجموعها أو جماعات إرهابية.. ولا يجوز السماح لهؤلاء باستخدام قوانين ودساتير، لفرض شروطهم وهيمنتهم وديمومة حكمهم القائم على الإرهاب، أصلاً.
وأن مواجهتها شرعية أياً تكن الشعارات والوسائل المستخدمة، لأنك بالضرورة تواجه قوة إرهابية، سيطرت على المجتمع ومقدراته بقوة إرهابها وما تمتلكة من أدوات القتل والتدمير.. وهنا يقع على عاتق القوى الاجتماعية، أن ترفض أي اتهام من هذه الدول قد يوجه لها.. وأن لا تسمح هذه القوى المحلية بالانصياع إلى شروط وإملاءات الخارج، أياً يكن هذا الخارج..
بالمقابل أن لا يسمح للقوى المهيمنة القائمة على إرهاب الناس جميعاً، أن تستمد شرعيتها، لا من العصابات الداخلية شبيهتها أو حليفتها، ولا من الخارج الذي يمارس علاقاته الدولية من خلال اشهار عصا القوة الغليظة لا أكثر.. يتبع