بقلم: إياد مصطفى
لا تخف فابرح الأمكنة الرطبة الضيقة، لتجعل منها فسحة تساوي مشارق الأرض ومغاربها..
لا تحزن فالورود هي من تزينّ الأمكنة.. وأشعة الشمس وحدها من يفض جدار العتمة..
كنتم رموزاً واليوم أصبحتم الأسطورة كلها.. كنتم ظلاً واليوم بتم المنارة..
صحيح أنكم فرسان جامحة بلا أحصنة، لكن مثلكم من يشق بوقع أقدامه رتابة الصمت والانتظار، مترجاً ما بين السماء والطارق وذعر السجان..
مثلكم من يستحق الزغاريد التي تحولت إلى صواعق من فرح، لتعيد لنا الأمل من جديد..
بل مثلكم من ترفع له القبعات، ليخلد إلى زوايا العتمة من خذلوكم..
مثلكم أيها المتحررون من كل القيود، إلا ضيق المكان.. ستبقى أعينكم تستجمع زرقة السماء، لينكشف الزيف المغلف بشعارات الوطنية العفنة..
يكفيكم أنكم انتزعتم لحظات من حريتكم بأظافركم.. وحطمتم جبروت وصلف السجان..
يكفيكم أنكم قدمتم المثل لكل خوار على هذه الأرض.. بأنكم أهل العزيمة والإصرار.. وتذكروا أن مثلكم سيحول الزنزانة إلى ساحة لنزال العزة والشرف والكرامة.. ومن رحم الظمة تولد كل الأشياء.