آراء

مقولات حزب الله بذمة الماضي

بقلم: إياد مصطفى

لم يعد الشعب اللبناني يحتمل المقولات والسرديات، لغالبية الأحزاب اللبنانية الطائفية المغلقة، خاصة “حزب الله” الذي بدأت كتل شعبية كبيرة، من بينها الطائفة الشيعية، التي تعتبر الحاضنة والخزان لمدده..

بل لم يعد يغريهم ذاك التنظيم،  المفعم بالإيمان الممتشق سلاحة لتحرير فلسطين، وملاحقة يزيد قاتل الحسين بن علي.. أبعد من ذلك بكثير، لم يعد حزب الطهر الإلهي بنظر غالبية اللبنانيين، حامياً لمصالحهم وأمنهم ولقمة عيشهم المهددة من الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة وما يزيد، ببضعة دقائق قد يستلها من اليوم الذي يليه..

صحيح أن اللبنانيين لم يسقطوا من حساباتهم العدو الإسرائيلي، لكنهم وبكل وضوح اليوم يجدون أن “حزب الله”، يشكل مصدر التهيديد  الأكبر والأخطر على حياتهم.. على أقل تقدير في كل البيئات والحواضن الطائفية، غير المستفيدة مما يقدمه “حزب الله” من امتيازات ومكاسب لطائفته وحلفائة الأقربين.

أي لم يعد مهما بالنسبة للبنانيين، ما يقدمه هذا الحزب المحتل للبنان من مكاسب للبيئة والحاضنة التي ينتمي إليها، التي تعيش نشوة التفوق والانتصار، على باقي شركاء الوطن من الطوائف الأخرى.. ناهيك عن الهيمنة على مفاصل الدولة وقدرته على تسيير أو تعطيل، حتى التفاصيل الصغيرة في الحياة السياسية والاقتصادية، لدرجة وصل معها المواطن اللبناني، النظر لهذا المكون باعتباره عبئاً وطنياً، إضافة لكل الأعباء الاقتصادية-الاجتماعية الصعبة، المعاشة واقعاً.

ولعل الأمر لم يتوقف عند حدود الهيمنة التي تحاكي الاحتلال بسلوكه وقيمه.. بل بات يصدر الاتهامات لأبناء الطوائف والديانات اللبنانية، فالسني داعشي والدرزي عميل إسرائيلي هو والبعض الماروني لإسرائيل والغرب وأمريكا، وكل مسيحي لا يأتمر بأوامره أو بأوامر عون وزمرته باسم “التيار الوطني الحر”، هو مارق وطارئ، بل وعابر سبيل على هذه البلاد..

وعلى الجميع سنة وشيعة ومسيحيين، أن يأتمروا بأوامر “ولي الفقيه” قائد الإسلام والمسلمين ومن دار بفلكه من مسيحيين، وأن يبقى يقظاً على الدوام لتلقى الأوامر اليومية القادمة من طهران.

على كل الأمور وصلت إلى خواتيمها، وباتت حبل المشنقة تلف الرقاب، وأن الأيام القادمة ستكشف حجم جمهور المقاومة المظفر، وكم سيكون عدد حشود الانتهازيين؛ وأن صيحة يا وحدنا ستكون الشعار الأبرز في قادم الأيام.