عربي

مطلوب بـ7 ملايين دولار.. من هو إبراهيم عقيل الذي استهدفته إسرائيل؟

للمرة الثالثة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تهاجم إسرائيل الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله، معلنة أن هدف هجومها هذه المرة القيادي البارز في الحزب إبراهيم عقيل.

ففي وقت سابق الجمعة، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن طائرة حربية إسرائيلية من طراز “F35” شنت غارة على شقة سكنية بمنطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني (لم تسمه) قوله إن الغارة أدت لاغتيال رئيس دائرة العمليات في “حزب الله” إبراهيم عقيل، لم تنف أو تؤكد أية مصادر لبنانية رسمية أو في “حزب الله” الأمر حتى الساعة 15:30 ت.غ.

لكن من هو إبراهيم عقيل، الذي ادعت إسرائيل اغتياله في الغارة؟

خدم عقيل، المعروف أيضا باسم تحسين، في “مجلس الجهاد”، وهو أعلى مجلس عسكري في “حزب الله”، وفق موقع “مكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأمريكية.

الموقع، الذي يسلم مكافآت لمن يقدم معلومات تساهم في القبض على الشخصيات المطلوبة لواشنطن، ذكر أنه “خلال الثمانينات من القرن الماضي، كان عقيل عضوا رئيسيا في تنظيم الجهاد الإسلامي، وهو أحد خلايا حزب الله، الذي تبنى تفجيرات استهدفت السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل/نيسان 1983، وتسببت آنذاك في مقتل 63 شخصا”.

كما تبنى هذا التنظيم كذلك الهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية ببيروت، في أكتوبر/ تشرين الأول 1983، والذي أدى إلى مقتل 241 كادرا أمريكيا.

وفي عام 2015، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية عقيل كـ”إرهابي” بموجب الأمر التنفيذي 13582 لـ”قيامه بالعمل لصالح حزب الله أو نيابة عنه”.

بعد ذلك، وفي 10 سبتمبر/ أيلول 2019، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية عقيل “إرهابيا عالميا مصنفا بشكل خاص” بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة.

وفي إطار ذلك، عرض “برنامج مكافآت من أجل العدالة”، في أبريل 2023، مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عن عقيل.

يأتي ذلك فيما ادعت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن عقيل “تولى قيادة قوة الرضوان في حزب الله بعد اغتيال (تل أبيب) وسام الطويل، قائد هذه القوة قبل بضعة أشهر”.

وأضافت الهيئة أن عقيل، تولى مؤخرا “منظومة العمليات الخاصة في حزب الله، كما كان مسؤولا عن برنامج الانفاق لدى الحزب”.

الهجوم الثالث على الضاحية
والغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، تُعد الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل عليها منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية مع “حزب الله” قبل قرابة عام.

إذ سبق أن اغتالت بالضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير/ كانون الثاني 2024 نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الماضي، اغتالت القيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.

ويأتي الهجوم في ظل “موجة جديدة” من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع “حزب الله” مرحلة جديدة.

وتمثلت ملامح هذا التصعيد، على ما يبدو، في تفجيرات أجهزة الاتصالات التي ضربت أنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء وأدت لمقتل 37 شخصا وإصابة أكثر من 3250 ، فضلا عن تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا.

وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطا داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب.

فيما يؤكد أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، أن الطريق الوحيد لإعادة مستوطني الشمال هو وقف الحرب على غزة.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.

ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.