بقلم: عبير شهابي
هكذا هي طبيعة الأشياء، عندما تخون الشعوب مصالحها وتترك حقوقها عرضة للنهب والضياع، بل وتتسامح مع أدائها بحجة الأمن والأمان.. الأمر الذي يوصلها إلى حافة الهاوية، إيذاناً بانتظار الحرب الأهلية التي لا يمكنها أن تبقي أو تذر..
مصر المحروسة جوفتها الديدان والطفيليات، التي نمت على جسد المجتمع المصري بكل فئاته وطبقاته من دون استثناء، لتصبح كما نشاهد جثة هامدة، أو إذا شئت جيفة تنهشها كل كلاب الأرض، بهمة ومساعدة مقاسم الرئاسة وما يسمى بالحكومة والقوى السياسية الأصيلة، والتي لا تمتلك من الأصالة إلا الخيانة والإذعان للخارج.. خاصة إسرائيل وأمريكا وبعض النظم العربية المأجور..
المهم مصر أم الغاز بلا غاز وبلا كهرباء، وبلا خطة اسعافية جادة لانقاذ البلاد من كوبتها بعد أن دمرت عمداً وعن سابق إصرار وترصد، وهي تعيش أسوأ حالاتها، بعيداً عن الكثير من التوصيف، لأن الفضيحة باتت مكشوفة للقاصي والداني.
وأن الحرب الأهلية أو الثورة كما يحلو للبعض تسمينها، باتت حاجة ملحة للخروج بمصر الجديدة التي من شأنها أن تظهر للعالم بحلة أخرى، لتغيير نمطية الصورة القاتمة التي كانت تقوم على الدوام على العبودية المشفوعة “بأمرك يابيه.. وتكرم ياباشا”.. دون أن ينظر الشعب المصري بجدية يوماً، أن لقطاء الأمة فقط هما الباشا والبيه..