ثقافة

مصر القديمة تبوح بأسرارها.. الكشف عن أكبر ورشتي تحنيط ومقبرتين في سقارة.. صور

واصلت منطقة سقارة الأثرية غربي العاصمة المصرية القاهرة، البوح ببعض من أسرارها، حيث أعلن وزير السياحة والآثار أحمد عيسى عن كشف أثري جديد.

وللعام السادس على التوالي نجحت البعثة الأثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن ورشتي التحنيط الأكبر والأكثر اكتمالا للإنسان والحيوان بالإضافة إلى مقبرتين ومجموعة من القطع الأثرية في سقارة.

وقال عيسى في مؤتمر صحفي عالمي مساء اليوم السبت، حضره 47 سفيرا لدول أجنبية في القاهرة وزوجاتهم، ومديري المعاهد الأجنبية بالقاهرة، ووكالات أنباء عالمية إنه سعيد بالتواجد في سقارة إحدى أكبر المقابر الملكية في مصر التي تضم أقدم بناء حجري في التاريخ، هرم زوسر المدرج، بالإضافة إلى العديد من أهرامات الملوك الأخرى.

وأوضح أن الكشف الأثري الجديد، جاء في إطار الاستراتيجية الوطنية للسياحة في مصر التي تهدف إلى زيادة سريعة في عدد السياحة الوافدة بين 25% إلى 30% في السنة.

وقال عيسى: “أؤكد لكم أن مصر، وخاصة موقع سقارة الأثري، لم تكشف بعد عن أسرارها وهناك المزيد في المستقبل”.

من جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن ورشتي التحنيط تعودان إلى عصر الأسرة الثلاثين والعصر البطلمي، بينما تعود المقبرتان إلى عصر المملكتين القديمة والحديثة.

وكشف أن ورشة التحنيط الآدمية عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسمة من الداخل إلى عدة غرف مجهزة بأسرة حجرية حيث يستلقي المتوفى للتحنيط. يبلغ طول كل سرير مترين وعرضه 50 سم. وهي مغطاة بالجص وتنتهي بالمزاريب.

داخل كل غرفة، اكتشفت البعثة مجموعة من الأواني الفخارية من بينها تلك المستخدمة في التحنيط بالإضافة إلى مجموعة من أدوات التحنيط وأواني الطقوس.

ورشة تحنيط الحيوانات هي أيضا مستطيلة الشكل، مصنوعة من الطين مع أرضيات حجرية. وتتكون من مجموعة من الغرف التي عثر بداخلها على مجموعة من الأواني الفخارية ومدافن للحيوانات إلى جانب الأدوات البرونزية المستخدمة في عملية التحنيط.

تحتوي الورشة على خمسة أسرة مصنوعة من الحجر تختلف عن تلك الموجودة داخل ورشة التحنيط الآدمية. كشفت الدراسات المبكرة أن هذه الورشة كانت تستخدم في تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالإلهة باستت.

المقبرتان
بدوره، قال صبري فرج مدير عام موقع سقارة الأثري، إن إحدى المقبرتين المكتشفتين تعود لمسؤول كبير من الأسرة الخامسة يُدعى “ني حسوت با” (2400 قبل الميلاد) الذي كان رأس الكتبة وكاهن الإله حورس والآلهة ماعت.

والمقبرة عبارة عن مصطبة مستطيلة الشكل، يقع مدخل غرفة الدفن بها في الركن الجنوبي الشرقي للمصطبة، يبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحمل مناظر لصاحب المقبرة وزوجته “تب ام نفرت”، فيما يعلو واجهتها نصوص هيروغليفية تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة وزوجته، وأسفل ذلك مناظر لحاملي القرابين.

ويقود مدخل المقبرة إلى صالة عرضية جدرانها مزينة بمناظر للحياة اليومية، والأحراش، والزراعة، وصيد الأسماك، وفي منتصف الجدار الغربي للصالة يوجد باب وهمى علي جانبيه مناظر جنائزية، وقوائم قرابين وذبح الأضاحي، ومناظر الحفلة الموسيقية.

أما المقبرة الثانية، فتعود لشخص يدعى “من خبر” من عصر الدولة الحديثة من الأسرة 18 (1400 ق. م)، وكان يحمل لقب كاهن الإلهة قادش، وهي معبودة أجنبية من أصل كنعاني من منطقة سوريا، وعبدت في مصر في عصر الأسرة 18، وكانت المعبودة الخاصة بالخصوبة، وسيدة نجوم السماء عظيمة السحر.

وكانت البعثة قد نجحت في عام 2020، في الكشف عن أكثر من 100 تابوت خشبي مغلق بحالتهم الأولى من العصر المتأخر داخل آبار للدفن، و40 تمثالًا لإله جبانة سقارة بتاح سوكر بأجزاء مذهبة، و20 صندوقا خشبيا للإله حورس، وهو الكشف التي تم تصنيفه كواحد ضمن أهم عشرة اكتشافات أثرية في ذلك العام والأكثر جذبا للأنظار طبقا لمجلة الآثار الأمريكية Archaeology magasine.

والعام الماضي، تمكنت البعثة من الكشف عن أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية بجبانة البوباسطيون بسقارة، تضم 150 تمثال برونزي لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوتا خشبيا ملونا يحتوي على مومياوات.