كشفت مصادر لبنانية واسعة الإطلاع، أن اجتماعات عقدت على هامش أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، أفضت إلى تفاهم على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وقالت المصادر إن لبنان “قدم أجوبته الأخيرة على الأفكار التي نقلها الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين، وننتظر أن ينقل إلينا الجواب الإسرائيلي الخطي النهائي عليها خلال أيام قليلة”، أي قبل الثلاثين من شهر سبتمبر/أيلول الجاري”.
وكشفت المصادر أن نائب رئيس البرلمان اللبناني، إلياس بوصعب، عقد سلسلة اجتماعات في نيويورك مع هوكشتاين والوفد الأمريكي المرافق، “جرى خلالها مناقشة تفاصيل الرد اللبناني القائم على تثبيت الخط 23 مُضافاً إليه حقل قانا، بما في ذلك الجزء الجنوبي من هذا الحقل جنوب الخط 23”.
وأكدت المصادر “أنه ليس صحيحاً أن لبنان قدّم أي تنازل في ما يخص النقطة B1 الموجودة في منطقة رأس الناقورة براً (فوق نفق سكة الحديد القديم الذي كان يعبر الحدود قبل العام 1948)”.
وقالت إن “لبنان رفض أن يكون هناك أي ترابط بين الترسيم البري والبحري، وبالتالي نحن أنجزنا المطلوب منا كلبنانيين، ولم يبق سوى أن يتخذ الإسرائيلي قراره النهائي”.
وقالت المصادر إن الأمريكيين “أبلغوا الجانب اللبناني بأن الإسرائيليين يقومون حالياً بتجارب للخط بين سفينة [إنرجيان باور] الموجودة قرب حقل كاريش، وبين البر من جهة الشمال الإسرائيلي، لكن على أساس الضخ من البر إلى السفينة وليس العكس وذلك بهدف التأكد من إنجاز كل ترتيبات الاستخراج والنقل من البحر إلى البر”.
وأضافت أن الأمريكيين تبلغوا من الإسرائيليين موعداً جديدا للضخ من السفينة “إنرجيان باور” (كاريش) إلى البر في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وردا على سؤال بشأن تهديد الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله باستهداف المنصة إذا بدأ الإسرائيليون بالتنقيب [عن الغاز الطبيعي] والاستخراج من جانب واحد، أشارت المصادر اللبنانية إلى أن الموعد المرتقب للرد الإسرائيلي قبل نهاية هذا الشهر “قد يكون مرتبطاً بهذا الأمر”، رافضة الخوض في التفاصيل.
وكان نائب رئيس مجلس النواب قد أطلع الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الاثنين، على نتائج الزيارة التي قام بها إلى نيويورك الأسبوع الماضي واللقاءات التي عقدها هناك مع الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين.
وأكد بو صعب، بعد اللقاء، أن العرض الخطي الذي سيرسله هوكشتاين “من المتوقع وصوله إلى بعبدا قبل نهاية الأسبوع الحالي”.
وتحاول إسرائيل ولبنان، منذ عام 1996، حل التداخل بين مياههما الإقليمية الواقعة على احتياطيات كبيرة من النفط والغاز.
وتشكل مسألة ترسيم الحدود البحرية أهمية بالغة للبنان، حيث سيسهل الأمر من استكشاف الموارد النفطية ضمن مياهه الإقليمية.
بدأت المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة أمريكية عام 2020، حيث أعلن لبنان في البداية حيازته لحوالي 860 كيلومترًا مربعًا (332 ميلًا مربعًا) من المياه، لكنه عدل العرض ليشمل 1430 كيلومترًا مربعًا إضافيًا يشمل جزءً من حقل غاز كاريش، الذي تطالب به إسرائيل بالكامل.