بقلم: عبد الكريم محمد
ليس من الغرابة بمكان ما نشهده أو نقرؤه على منصات التواصل الاجتماعي، فقد كنا وما نزال وسنبقى على هذا النحو إلى يوم تبعثون.. فما أن تتصفح الفيس بوك حتى تطالعك رسائل جيوش القدرية، التي تلقي باللائمة على خالق الكون، بما اقترفت أيديهم الآثمة، أو ما أوصلتهم عقولهم ونفوسهم الخاوية وقلة رجولتهم وشهامتهم للواقع المؤلم..
حتى لكأنك تخال، أن بين المنشور وصنوه مفتياً أو مبشراً أو نذيراً، متناسين هؤلاء القوم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضةً، بل ومتناسين أكثر أن الله خلق العقول لتجترح الحلول، وأن الناس بالضرورة يجب أن تكون أدرى بشؤون دنياها..
ومتجاهلين أن القدرية دون العمل، نوع من أنواع الدياثة والمروق.. وأن، “أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”.. ومتناسين ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ثم رجل قام إلى إمام فأمره ونهاه في ذات الله تعالى فقتله على ذلك.
كفاكم مروقاً، لسنا بحاجة إلى هذا الكم من النذراء والمفتيين والمبشرين، فالحاجة الماسة هي وضع الأصبع على الجرح عله يشفي القرح، وليس السيل الجارف من خطابات التكاذب بالإيمان بالقضاء والقدر وبوستات الفيسبوك وغيره..
الحاجة أن تقولوا كلمة الحق، بلا ريبة أو خوف أو مصلحة شخصية ضيقة، كما البغاث وصغار الطير.. وأن تعبروا عن ما تحملونه من قناعة مطلقة، بعيداً عن الحسابات الضيقة المأفونة.. وأن تتذكروا أن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها..
ما أقوله ليس دعوة للإيمان من عدمها، بل احتراماً للنفس ولعقول البشر، فقد يقول كافر ما لا تستطيعون جموع المؤمنين قوله.. لحظها سيكون الكافر أكبر وأعز وأجل مكانة عند الله منكم.. لأن الخلق جميعاً هم عيال الله..
السؤال بعد ذلك، ماذا أنتم فاعلون أو قائلون.. جموع المبشرين والمنذرين؟!