آراء

ما الذي سيكون عليه الموقف الإماراتي.. إذا ما أعادت أمريكا علاقتها بالإسلام السياسي؟!!

بقلم: عبد الكريم محمد

حقيقة ما شدني لطرح مثل هذا السؤال، هو حجم التحامل الإماراتي على الإسلام السياسي غير الطبيعي، والذي يأخذ شكلاً متطرفاً، خاصة من جماعة الإخوان المسلمين.. هذا الموقف ظهر من خلال جملة المواقف المتخذة من حركة حماس ومن حركة الاخوان المسلمين المصرية، التي ساهمت الإمارات بالقسط الأكبر مالياً في الانقلاب العسكري عليها وعلى الرئيس مرسي.. واليوم تتخذ هذا الموقف مع انقلاب الرئيس التونسي ضد حركة النهضة ومرشدها الغنوشي، وكأن حركة النهضة قد سيرت أساطيلها لاحتلال الإمبراطورية الإماراتية!!

قبل أي شيء، أنا لا أؤمن إلا بالدول الوطنية الديموقرطية، فلا يشدني لا الإسلامي ولا المسيحي ولا اليهودي، بالمقابل أرى بالمشيخات والممالك وغيرها من الأنظمة الثيوقراطية الأبوبية والديكتاتورية، سوى نظماً بائدة متخلفة عفنة، ما تزال تعيش مرحلة ما قبل الدولة الوطنية..

رغم ما نشهده من تعالي البنيان، فهذا لا يعبر عن أي معلم حضاري وثقافي، سوى أنه شكل زائف من أشكال ادعاء الحضارة والتطور الوهمي غير الواقعي؛ قياساً بالوعي الاجتماعي والمستوى الثقافي لشعوب المحميات المتناثرة على مساحة الوطن العربي ومعه العالم الإسلامي..

المهم بالأمر راجعت الأرشيف لساعات، طوال لأجد أن البنية التعليمية التربوية كانت جلها أو غالبيتها من الإخوان المسلمين، وأن الحركة قادت الحهاز التعليمي في الإمارات المتحدة منذ عام 1962، أي قبل اعلان الاتحاد وبناء دولة الإمارات، التي نشهدها على ما هي اليوم..
 وأن معظم الإماراتيين تتلموذوا على يد مجموعات كبيرة من المدرسين الوافدين من قطر ومصر وسورية وفلسطين، معظمهم كان ينتمي إلى هذه الحركة الواسعة الانتشار.. بل أن تأسيس المدارس والمكتبات بما في ذلك المكتبة العامة في دبي والمناهج التعليمية، ساهم فيها هؤلاء القوم..

 ناهيك عن أن من بنى مديرية الشؤون الإسلامية والأوقاف بالشارقة، ونائبه كان الشيخ الأزهري عبد الودود شلبي، أحد رموز الإخوان في مصر.. وأن عددا من الوظائف الكبرى شغلها هؤلاء بما في ذلك مرتبة وزير ومدير عام.

لكن بعيداً عن العودة للوراء كثيراً، وبعيداً عن تأثير اخوان الكويت وقطر وما إلى غير ذلك، ثمة حلقة كنا نفتقدها، أو أنا كنت أجهلها، اليوم على ما يبدو التقط بطرف منها جيداً، وهو ما الذي سيكون عليه موقف الإمارات، لو بنت حركة الإخوان المسلمين علاقة حميمية مع إسرائيل؟ وما هو الموقف الإماراتي، لو عادت أمريكا للكرة مرة أخرى في استخدام الاسلامي السياسي بالصين بدلآ عن أفغانستان في مواجهة الشيوعية الصينية بدلاً عن الروسية في أفغانستان؟  

لحظتها سنجد الإمارات، قد حجبت عين الشمس بالأعلام الخضراء المكتوبة عليها لا إله إلا الله.. محمد رسول الله، وستفتح آلاف المكاتب لجلب ما يسمى بالمجاهدين، وسنجد مئات الجمعيات أو ما يزيد، لإعلاء كلمة الله في بكين.. وسنجد السخاء الإماراتي، على هذا المشروع أكثر مما نشهده من سخائها على مواخير الدعارة هذه الأيام التي فاقت المتخيل..

المهم اللي اختشوا ماتوا، وأن من يحكم الإمارات هي عصابة بالتقاص، بين الثالوث المقدس أمريكا – إسرائيل- إيران، الطلاق القادم سيجعل من الإمارات جملاً تائهاً بالصحراء، نحن لا ننصح ولا نمتلك جمالاً، لكن القادم سيدمي القلب.