أدب

ما أجمل الحلم وعبق الأشياء

بقلم: عبد الكريم محمد

ما أجمل أن تقتطع من الأزمنة مرادك.. كيما تجمعها صورة واحدة من حنين.. لتجمع من تعيشهم شوقاً.. وتأخذ تلك القطعة التي سقطت من السماء.. لتصبح جنان الله في أرضه.. 

بل ما أجمل أن تبني من حلمك خيمة.. وخمائلاً وارفة الظلال.. عنوانها البيلسان.

يغزوها القرنفل كما السنابل، عندما تلوّن الواحات ذهباً بالحنطة في سنين الخير.. أو كما الفضة عندما تكسو الرؤوس الهرمة.. المتوحدة مع الذات والذكريات.. وبقايا الأيام.

ما أجمل عبق الأشياء الغافية على جنبات الوقت، بانتظار الغد الواعد.. بلقائهم برهة.. نتقاسم الزمن والحنين.. نتقاسم الأشياء كلها.. كما يتقاسم الجوعى رغيف الخبز ورائحة الياسمين.. أو كما يسترق العاشق زرقة السماء.. 

ليخط بعضاً من كلمات عشقه.. بعبائر زرقتها قطراً..

ما أجمل التراب المبتل عند أول الربيع.. بعدما غادرنا الشتاء برائحته الرطبة، لنعيش مع عصافير الجنة في تلك الجنان.. وقد علت الأهازيج وذابت معها القلوب عشقاً.. 

بل قل، ما أجمل أن يرحل الجزار، يجر ذيول الخوف.. لتتوحد أرواح الموتى الهائمة، حول المقابر الداثرة.. معلنة ساعة الفرح بالتوحد الذي طال انتظاره..