بقلم: عبد الكريم محمد
بداية لا بد من القول أن نوازع الخير والشر تعيش في نفوس البشر جميعاً، وهذه القضية هي سنة الله في خلقه، لكن الوعي والتربية والوسط الاجتماعي، هو من يعمل على كبح جماح الشر لمصلحة الخير.. دون ذلك البشر جميعاً يمتلكون ذات الغرائز..
لكن في هذا المقام، يدفعني التساؤل المحموم المدفوع بجبال من الألم والذي يقول، ماذا لوكان سفاح تكساس مسلماً؟
حقيقة كل مسلم عاقل يعيش على هذه الأرض، بات يدرك جيداً المثل المصري الشهير ” حبيبك يتمنى لك أكل الزلط وعدوك واقف لك على الغلط”.. أي لو كان هذا المجرم المأفون مسلماً لوجهت الاتهامات لما يقارب 20% من سكان العالم، أي لوجهت الاتهامات لكل رضيع مسلم قبل العاقل، بل ستطال من هو ما يزال داخل الأرحام..
لم نعد نحتمل هذا الاستنساب في إلقاء الانهامات جزافاً، كما أننا نحن المسلمون ندخل ساحة الكفر البائن، وجهنم من أوسع أبوابها، إذا أسقطنا الإيمان بالكتب والرسل جميعها، بينما هذا الواقف على الحدً، يحمل سيف اتهامه القذر، يعتبر كل العالم أغياراً وغوييماً، هو وحده من يمتلك أو يستحوذ على السر الرباني..
اليوم باتت المعرفة بمتناول اليد عند كل الشعوب، وأصبحت المعتقدات والكتب والمعرفات، أكثر من رغيف الخبز.. يكفينا كذباً وتدليساً وقيماً دهرية، يلقيها هذا المأفون وذاك المبشر، الاسلام دين الحفاظ على الدم والعرض والمال، ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً..
بل لا يوجد قدسية لشيء على وجه الأرض، أكثر من قدسية الإنسان، حتى أن الحرمة تتقدم على الإيمان وليس العكس.
أما الأهداف الاستعمارية التي تحملها بعض الدول لتجد في توزيع الاتهامات أسلحة، فهذه القضية لم تعد تنطلي على أحد، وكل عدو صائل معتد، لن ينال من الشعوب إلا العزيمة والإيمان في كفئهم عن مطامعهم في خيرات الأمم والشعوب..
والإجرام ليس حكراً على معتنقي دين أو جماعة أو شعب أو عرق بعينه، بقدر ما هو دافع غريزي فردي مريض، يدفع بأصحابه لارتكاب مثل هذا المذابح والجرائم، التي يندى لها تاريخ البشرية.. فالعقلانية أصبحت سلوكاً لازماً كي يستمر التعايش، والعلاقات البينية المتوازنة باتت مطلباً ملحاً، لأنسنة الحياة على هذه الأرض.