عربي قضايا اجتماعية

مأساة من مآسي الاسرى!!

بقلم الأسير: جلال الخالد
هذه الحادثة حصلت في الأيام التي أعقبت حرب عام ١٩٤٨ ، حيث هاجر حسن زيارة وزوجته إلى منطقة قطاع غزة ، وبعد أيام ونتيجة حالة البؤس والفقر قرر حسن زيارة العودة إلى قريته في منطقة ال١٩٤٨ لإحضار بعض المؤنة من بيته، لكن حظه العاثر وأثناء عودته وهو يحمل كيسا من القمح على ظهرة اصطدم بدورية من الجيش الإسرائيلي وتم اعتقاله وحكمت عليه المحكمة العسكرية خمسين عاما واودع في السجن …!!

مرت الايام دون ان يعود حيث كانت زوجته حاملا وعندما وضعت ابنها البكر قررت تسميته حسن على اسم والده الذي اعتبر شهيدا …

ضاقت الدنيا بالام وانتقلت من قطاع غزة إلى الضفة الغربية واستقرت في قلقيلية وتزوجت ورزقت بعدة أبناء.

ابنها حسن الذي تركته في قطاع غزة كبر وبعد عام ١٩٦٧ هاجر إلى سوريا والتحق مع الفدائيين ونزل داورية مع مجموعة من الفدائيين وتم اعتقاله وحكم بالمؤبد…

شاءت الظروف أن يتواجد حسن زيارة الاب وحسن زيارة الابن في نفس السجن وفي قسمين مختلفين ولا يعلم أحدهما عن الآخر، شاءت الأقدار أن يكون في نفس المعتقل الاخ المرحوم ابو هزاع شريم، وبحكم الجيرة كان قد سمع من ام حسن قصتها وأنها تركت ابنا لها في قطاع غزة عند أهله اسمه حسن زيارة، ارسل ابو هزاع خبرا مع اسرته لإبلاغ ام حسن أن أسيرا في المعتقل اسمه حسن زيارة قد يكون ابنها، وبالفعل حضرت ام حسن (للزيارة) وعندما نادى شاويش السجن على اسم حسن زيارة خرج الاثنين الاب والابن دون أن يعرف اي منهما الآخر…

وعندما جاءت ام حسن وأصبحت امرأة متقدمة في العمر صدمت عندما رأت زوجها حيا يرزق ، وكانت الصدمة اكبر عندما علم هو في نفس اللحظة أن ابنه حسن معه في المعتقل وكانت صدمة حسن الابن أكبر وأعظم عندما التقى بأمه وأبيه في لحظة واحدة ودون سابق إنذار!!