حوادث وجرائم

ليس دفاعا عن إنسانيتهم.. أصوات إسرائيلية تندد بنشر صور مهينة لأسرى فلسطينيين

وصفت أصوات بإسرائيل نشر مصلحة السجون لديهم صورا “مهينة” لأسرى فلسطينيين أُفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، السبت، بأنه قرار “غبي” و”غير مسؤول”.

لكن هذه الأصوات لم تنطلق في انتقاداتها من الدفاع عن إنسانية الأسرى الفلسطينيين، بل بدافع القلق من أن تؤدي هذه الخطوة إلى انعكاسات سلبية على الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وبثّت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، اليوم، صورا للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل، وهم يرتدون قمصانا بيضاء طُبع عليها “نجمة داود” وشعار مصلحة السجون، إلى جانب عبارة “لا ننسى، لا نغفر” باللغتين العربية والعبرية.

كما أُجبر الأسرى على الجثو على ركبهم وإنزال رؤوسهم للأسفل، والتُقطت لهم صور في ساحة أحد السجون الإسرائيلية أثناء اصطفافهم في طوابير وسط أسلاك شائكة، في مشهد وصفه مراقبون بـ”المهين والمستفز”.

وقوبل نشر هذه الصور بانتقادات من قبل أصوات بإسرائيل.

إذ وصفت صحيفة “هآرتس” اليسارية الخاصة الخطوة بأنها “تصرف غبي وغير مسؤول قد ينعكس سلبا على الأسرى الإسرائيليين في غزة”.

وأضافت الصحيفة: “من غير المفهوم كيف اتخذت مصلحة السجون هذا القرار الذي يضع إسرائيل في موقف مُحرج”.

من جانبه، وجّه الصحفي الإسرائيلي أليفور ليفي انتقادات لاذعة لمصلحة السجون، قائلا: “يبدو أن مصلحة السجون ومفوضها كوبي يعقوبي، ما زالا يعملان لصالح (إيتمار) بن غفير”، في إشارة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف السابق.

وفي منشور عبر منصة إكس، أضاف ليفي: “هذا تصرف غبي وساذج لا يخدم سوى أجندة سياسية ضيقة”.

بدوره، قال العميد الإسرائيلي المتقاعد آفي بنياهو إن ما حدث يعكس “فشلا مهنيا ذريعا”.

واعتبر أن “هذا ما يحدث عندما لا يكون هناك جهاز إعلام وطني محترف وفعال، ولا يوجد تنسيق واضح بين المؤسسات المختلفة”.

في هذا الصدد، ادعت هيئة البث الإسرائيلية أن قرار إجبار الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم على ارتداء قمصان “تحمل شعارات مثيرة للجدل اتُّخذ دون علم القيادة السياسية”.

وأضافت أن هذا “القرار أثار انتقادات داخل الحكومة، حيث اعتُبر تصرفا إشكاليا قد يُلحق ضررا بصورة إسرائيل الدولية”.

ونقلت الهيئة عن مصادر وصفتها بالـ”مطلعة” دون الكشف عن هويتها، أن القرار صدر بتوجيه مباشر من مفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي، الذي أمر بتغيير الملابس التي تُمنح للأسرى الفلسطينيين عند الإفراج عنهم.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُصدر فيها يعقوبي قرارات مماثلة، إذ سبق لمصلحة السجون، خلال الدفعة الرابعة من صفقة التبادل قبل أسبوعين، أن أجبرت الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم على ارتداء أساور تحمل عبارة باللغة العبرية والعربية: “الشعب الأبدي لا ينسى، سألاحق أعدائي وأهزمهم”، إلى جانب شعار مصلحة السجون والعلم الإسرائيلي.

وأشارت هيئة البث إلى أن هذه الممارسات قد تأتي بنتائج عكسية، إذ “تعزز الجدل الدائر حول أساليب التعامل مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية”.

وأضافت أن هذه الممارسات “قد تُضعف موقف إسرائيل في المحافل الدولية، خاصة في ظل التدقيق المتزايد على ممارساتها خلال تنفيذ صفقة تبادل الأسرى”.

وفي وقت سابق اليوم، قالت حركة “حماس” عبر بيان: “ندين جريمة الاحتلال بوضع شعارات عنصرية على ظهور أسرانا الأبطال، ومعاملتهم بقسوة وعنف، في انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الإنسانية، في مقابل التزام المقاومة الثابت بالقيم الأخلاقية في معاملة أسرى العدو”.

وسلمت كتائب القسام وسرايا القدس في وقت سابق اليوم 3 أسرى إسرائيليين، بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي بدورها نقلتهم إلى الجيش الإسرائيلي ضمن الدفعة السادسة من الصفقة.

وحتى الآن، أفرجت إسرائيل عن 1135 فلسطينيا، بينهم عشرات من أسرى المؤبدات، مقابل 19 من أسراها بقطاع غزة.

فيما تتحدث وسائل إعلام عبرية عن بقاء 73 أسيرا إسرائيليا بغزة حتى الآن، يُعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة.

وبدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، وهي مقسمة إلى ثلاث مراحل، كل منها تستمر 42 يومًا، مع شرط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

لكن في ظل التصعيد الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة، تواجه إسرائيل انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي، حيث يرى مراقبون أن تصرفاتها، سواء في إدارة ملف الأسرى أو تنفيذ الاتفاق، قد تُعرّضها لمزيد من العزلة السياسية وتُضعف موقفها في المفاوضات القادمة.

اترك تعليقاً