بقلم: عبد الكريم محمد
عندما تطالعك الأخبار الصادرة عن إيران أو روسيا فيما يخص الوضع السوري، التي تستهلها بمقولة الاحتلال الأمريكي والتركي، باعتبارهما احتلالاً غير شرعي لبعض المناطق السورية.. غالباً ما تصاب بالذهول من الإمعان بوقاحة القول، لتنهال من حقل الذاكرة آلاف الأسئلة المختزلة في سؤال واحد لا غير..
وهل ثمة احتلال شرعي وآخر غير شرعي؟!!
البعض يبرر مثل هذه الادعاءات، بأن الوجود الإيراني والروسي على حد سواء، اكتسب شرعية وجوده على الأرض السورية، لأنه جاء بمطلب رسمي من قبل العصابة الحاكمة بدمشق، وأن هذا المطلب يضفي على هذا الوجود الشرعية.. أما الوجود الأمريكي والتركي على الأرض السورية جاء من طرف واحد، دون رضا الطرف المحلي على هذا الوجود، أعني النظام السوري..
قبل كل هذه المتراجحات والمعادلات القميئة السيئة الصيط والسمعة، لا بد من السؤال الأهم، وهل هناك ما هو شرعي في للنظام، بعد اندلاع الثورة السورية؟!
والأهم من ذلك، هل من شرعية لنظام طائفي احتل سورية بقوة السلاح ودعم الخارج على حساب الداخل ومقدراته؟!
بل هل من شرعية أصلاً لعصابة طائفية حكمت البلاد والعبادر بالحديد والنار؟!
اليوم سورية تعيش حالة من العبث وفقدان التوازن، فلا النظام الطائفي يمتلك شرعية في سورية، ولا أية دولة يحق لها أن تشرعن احتلالها للأرض السورية، أياً تكن الشعارات والعناوين والذرائع..
فالنظام السوري فاقد للشرعية، منذ زمن بعيد، وكل وجود لأية دولة على هذه الأرض هو احتلال، وأن القوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان كلها، تشرعن للشعب السوري وقواه الحية، محاربة كل أشكال الاحتلالات باعتبارها عدواناً سافراً غاشماً على الشعب والأمة..
بل هي شكلاً من أشكال الإرهاب المنظم، ولا يحق لهذه القوى مجتمعة باطلاق أحكام القيمة، على الشعب وقواه الوطنية، أياً تكن شعاراتها، ووسائل الدفاع التي تستخدمها في مواجهة الهجمة الاستعمارية على بلادها، خاصة وأنها تحمل شرعيتها بذاتها ولذاتها، طالما بقي الاحتلال جاثماً على الأرض السورية.
وأن المطلوب من الشعب السوري وقواه الحية، العمل بكل الاساليب المتاحة من أجل إعادة السيادة والاستقلال لهذا الوطن المغتصب، فلا النظام الطائفي ولا روسيا ولا أمريكا ولا إسرائيل ولا تركيا، لهم الحق في فرض شروطهم على الشعب السوري..
كما يقع على عاتق الأمة العربية مجتمعة أن تقف داعماً وسداً منيعاً، للوصول بالشعب السوري إلى لحظة انعتاقه في أرضه، ببناء والوطن الديموقراطي الحر المستقل.. لم يعد مكاناً للتسويف والمهادنة، وستحمل الأيام القادمة الكثير من المتغيرات، التي لم تكن بالحسبان.