بقلم: عبد الكريم محمد
لا تخضع لأية مقولة على وجه الأرض أبداً، بل عليك أن تعيد الوجع للمجرم.. لحظتها ستصبح الأخلاق ذات قيمة على الأرض..
وإياك أن تقنع أو تعترف أن الأخلاق خلقت من البشر كما الغرائز، بقدر ما هي حاجة ليستمر التعايش بين البشر.. بل تذكر جيداً أن توازن الرعب فيما بين البشر والامبراطوريات والحكومات والعشائر والعائلات والأفراد، التزمت بمقولة الأخلاق رغماً عنها..
أي خوفاً من رد الصاع صاعين، على قوة الشر الكامنة بداخل كل فرد فينا.. تماماً كما يتحرك الدم في العروق، مع استخدام الذاكرة المتقدة المحمولة على كف.. من أنت ومن أنا؟
خاصة وأن القوي يحتقر الضعيف والغتي يمتهن الفقير، والمدجج بفائض القوة يعتدي على الأعزل ليسمي اعتدائه على العزل انتصاراً، بعد ذلك يبدأ بكتابة التاريخ الذي يندى له الجبين..
لو لم يكن الأمر على هذه الشاكلة، لما وجدنا إسراً وقبائلاً وشعوباً ودولاً وإمبراطوريات، هؤلاء لم تجمعهم مقولة أخلاقية كما يدعون، بل جمعهم الخوف من الآخر، لغياب مقولة الأخلاق الوهمية أصلاً..
أعرف بعض العامة والدهماء وكثيراً من مدعي المعرفه، يقولون أن الديانات وجدت من خلال مقولة أخلاقية، بل أن بعضهم يستحضر مقولة الرسول، ليقول وأنت أصدق من رسول الله الذي قال: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)..
جاءت هذه الرسالة التي حملها النبي تتمة لما قبلها من الرسالات، ومكملةً لما سبقها، لاستكمال شعب الإيمان، أي أن الرسالة الإيمانية بما احتوته لم تكن مفصولة عما سبقها؛ بل كانت بناء يكتمل ببعضه البعض، إن كان ما يخص الشرائع أو الأنظمة، وكان بعد ذلك الحلال بيّن والحرام بيّن.. أي أنه إيمان بالمطلق فقط.. والإيمان أعظم من مقولات الأخلاق جميعها، وإن إدرجت مقولة الأخلاق في غير موضع.
عندي كثير من الكلام في هذا الجانب، لكن الخوف وحده هو من يرسي دعائم مقولات الأخلاق والتعايش فيما بين البشر، وعليكم أن تتذكروا.. الآية الكريمة ” فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم فقاتلوهم فيه كما قاتلوكم”.. هنا الله من قال عز وجل وليس أصحاب خطابات العفة والأخلاق.
مجرد رسالة لا أكثر، لكل من تسول له نفسه، أن يكون عدواً صائلاً، لن يقبل منه مقولات الأخلاق الكاذبة والوطنية وكذبة التعايش، وأن القصاص والعدل أساس الملك، بل ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب” وليس يا دعاة الوطنية والأخلاق وشذاذ الآفاق وزناة الليل والمجرمين.