ثقافة

لماذا تجنح الأنظمة تعظيم الأشياء باعتبارها مقدسة؟

بقلم: عبد الكريم محمد

عندما تريد أن تحكم مجموعة من البشر، يتطلب منك الأمر، أن تجعل من الوصول لغاياتك وأهدافك صناعة هالة من القدسية لهذه الأهداف والغايات، ليسهل عليك ضبط إيقاع القطيع والتحكم به، عبر فرض أنظمة وقوانين تخدم مصالحك إلى أبعد مدى ممكن..

بل عليك أن تصنع منظومة أخلاقية تتلائم مع ما تراه نجاحاً لك، وما يراه العامة قيماً يذودون عنها بما يملكون، حتى لو وصل الأمر بهم حدّ الانتحار، بذريعة البسالة والذود عن ما أصبح يسمى بالمقدس.. باعتبارك أنت هو ذاك المقدس..

لكن شرط ذلك، لا بد من إبقائهم جهلة لتسهل السيطرة عليهم والتحكم بهم، باعتبار ذلك الهدف، استراتيجية نافعة في عدم خلق المتمردين أوما تعودنا على تسميتهم بالمناضلين.

ودون نسيان ترداد مقولة أن المجموعة أو الشعب أو الأمة، لم تبلغ سن الرشد بعد، حيث يجري التعامل معهم على أنهم أطفالاً يحتاجون الرعاية من الملهم والأب القائد والمرشد.. كل ذلك يجري باستخدم الحجج والوعود المُغرية المغلفة بالأحلام الوردية.. إنطلاقاً من القناعة والخطة المرسومة والمعدة سلفاً، لجعل الناس يقرون بعجزهم طواعية.. أو غير ناضجين كفاية للتعامل مع الحقيقة..

ويكون الهدف من هذه الاستراتيجية هي جعل الشعب أو القطيع مطيعا ومذلَّلا وخاضعا لهم، وبما يؤمن لهؤلاء إبعادهم عن التفكير النقدي كما يفعل أي شخص بالغ..

 لذلك يأتي التركيز على دور ولي الأمر وقدرته على صناعة المعجزات، خاصة لجهة مواجهة أي أمر طارئ.. أياً يكن حجمه وشكله.. مع الحفاظ على عائلة الولي وحاشيته بحدود المتاح، بأنهم الورثة وحدهم الذين يقوون على وراثته بذات المعرفة والقدرة التي كان يمتلكها.

 خاصة وأن التوريث سمة كانت وما نزال وستبقى.. وهي تطال ليس الجينات بالشبه، بل وبتوريث المعرفة والنباهة والقوة والقدرة على الاستمرار بالنهج في قيادة القطيع..