آراء

لقاء عباس وهنية… مصالحة فلسطينية في حدود المتاح واللحظة الراهنة

بقلم: إياد مصطفى
بعيداً عن تعظيم الأحجام وتكبير حجر المحارب، يمكننا الادعاء بأن الأنظار العربية والدولية لم تتوجه إلى القاهرة كما تقول وسائل الإعلام، حيث اجتماع الأمناء والمدراء العامين والفصائل الفلسطينية، لأن حجم التفاؤل يخص هؤلاء وحدهم بعدما تحولت القضية الفلسطينية إلى كم ضامر بل ومهمل.‏

وأن ما كشفته حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس الأربعاء، تفاصيل لقاء وفد رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في العاصمة التركية أنقرة.

وطرح البعض تساؤلات بشأن لقاء عباس وهنية، وإمكانية أن يمثل نقطة فاصلة في تاريخ المصالحة الفلسطينية، لا يمكنه خلق دوافع لأولئك المجتمعين في القاهرة توطئة للتوصل لاتفاق مبهر بل وناجز.

ولعل البعض الفلسطيني الذي تعود على التلفيق واطلاق الشعار عن “الظروف الإقليمية والدولية المواتية راهناً أكثر من أي وقت مضى لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مجرد كذبة لا أساس من الموضوعية لها.. ناهيك عن غياب الإرادة الحقيقية لدى الجميع، والسبب هو السقوط الحر للقضية الفلسطينية لتتحول بدورها قضية إجرائية ومعيشية لبعض الفلسطينيين وحسب.

وأن أكبر التعبيرات والفضائح، حالة الإحباط واليأس الناتجة عن غياب التداول والديمقراطية والتطور الاجتماعي والحرمان الوظيفي لدى الكثير من الكفاءات، ما أدى لتصاعد الهجرة عند الكثير من الأكاديميين والأطباء والمهندسين وغيره، فضلا عن انسداد الأفق السياسي كليا مع انتشار الفقرعند الغالبية الكاسحة في غزة والضفة ونسيان اللاجئين خاصة في سورية ولبنان، بينما يتمتع بعض من الناس بثراء فاحش”.

وأن كذبة اللقاء الذي جمع بين عباس وهنية بحد ذاته يعد إيجابيا، حيث جاء بعد قطيعة استمرت فترة طويلة، وطال انتظارها، من قبل الشارع الفلسطيني كونه على أقل تقدير يمهد الطريق لتذليل العقبات التي تحول دون المصالحة، مجرد كذبة وبعض من المبالغات، التي تعودنا على تردادها بوسائل الإعلام لا أكثر.
وأن واقع الحال يشي بأن محتوى اللقاء وما تم التوصل إليه حتى اللحظة بعيد كل البعد عن استشراف ما يؤكد إمكانية نجاح لقاءات القاهرة، انطلاقا من الفجوة الكبيرة في الرؤى والبرامج والأدوات المستخدمة لبناء استراتيجية وطنية قادرة على مواجهة التحديات في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الفاشية، وما تقوم به من جرائم وإجراءات بحق الشعب الفلسطيني”.

وأن أي عمل أو توجه قد يتم التوافق عليه، يجب أن يستند إلى النخب الفكرية والسياسية بالداخل والخارج، ومن صفوف فلسطينيي الـ48، لدراسة الفجوة الكبيرة بين حركتي فتح وحماس، ويخلص لمقاربة بعد تلخيص وتقويم التجربة السياسية بشقيها التفاوض السياسي والمقاوم”.