آراء

لقاء رئيس مجلس النواب الأردني بالقائم بأعمال السفارة السورية.. محاولات للعب بنار الأزمة

بقلم: إياد مصطفى
على ما يبدو أن الأزمة الاقتصادية الضاغطة، التي يعيشها الأردن يدفعه للتفكير بإعادة العلاقات مع النظام السوري.. بمعزل عن ما تحمله مثل هكذا علاقات غير مأمونة النتائج.. بل من شأنها أن تنقل الأمراض بالعدوى، تماماً كما عدوى الريح الأصفر والكوليرا والسل.. ولعله ليس من الغرابة بمكان اللقاء الذي جرى بين رئيس مجلس النواب الأردني المحامي عبد المنعم العودات مع القائم بأعمال السفارة السورية بعمان عصام نيال، الذي أكد فيه على ضرورة تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. خاصة بعد الموقف الذي اتخذه الملك الأردني خلال زيارته للولايات المتحدة، والذي أكد فيه على دعم نظام بشار الأسد، بما في ذلك عودة العلاقات السياسية والاقتصادية..
كل هذه الشعارات لن تخرج الأنظمة العربية من أزماتها، الأهم من ذلك، أن تاريخ البشرية لم يشهد بأن يدفن الأموات ميتاً، ليوارى جثمانه الثرى من قبل هؤلاء الأموات..وأن هذه الطريقة في إدارة الأزمات تعتبر طريقة بدائية، ليس لها ما يحققها واقعاً.. بل هي مقامرة طفولية عاجزة، ترى بالحلول الأمنية الباحثة عن المنافع السريعة والتخادم الأمني، وحدها الطريق نحو الحلول الناجزة.. كمن يلعب بنيران الأزمات المشتعلة، دون أن يكون له لا ناقة ولا جمل، لا من قريب ولا من بعيد.. فسورية اليوم محتلة من قبل دول غير متجانسة ظاهراً، لكنها في نهاية المطاف، متفقة باطناً على نهبها المنظم.. كل حسب حجمه ودورة الفاعل في المعادلة الدولية والإقليمية..

وأن الأردن لا يمكنه أن يحصل حتى على بقايا فتات الجثة السورية المتفسخة، وأن ثمة تغيرات على الأرض السورية، ستقلب ظهر المجن، لتتحول الأردن عدواً للشعب السوري كما كل الاحتلالات الجاثمة على الأرض السورية، هذا من جانب؛ أما من الجانب الآخر فستكون شريكة وعلى قدم المساواة مع النظام الطائفي في سورية، الذي دمر سورية، من خلال مواقف جهنمية مجرمة هدفها القضاء على أبناء الشعب السوري.

يبقى السؤال، هل تعتقد القيادة الأردنية، أنها ستكون صاحبة السبق في حصد المغانم لمجرد بناء علاقات مع الأسد؟!!