أدب

لست وحدك

بقلم: عبد الكريم محمد

لست وحدك من يبحث عن فسحة الأمل.. المشفوعة بحزمة من ضوء بنفسجي.. في هذا العالم المسرع نحو النهايات.. بل لست وحدك من يقوى على خط الكلمات بأحرف من وجع.. لست وحدك من بصنع المظلمة ليستظل بها، أو ليجعل منها قبراً للأحياء الذين لم يموتوا بعد..

دعك من استحضار الألم، بل دعك من التلذذ باستجلاب صقيع الغربة، لا تكن محموماً في بحثك عن أشياء لم تعهدها من قبل.. انتظر برهة حيث أنت.. علك تعيش اللحظات دفئاً، كما يعيشها الرحل بحكم العادة، دونما عناء أو حنين..

واترك خيمتك للريح تتقاذفها حيثما تشاء، علك تصبح عنواناً لذاك الناسك المتأمل.. في ذاك المعبد أو تلك الصومعة، التي كتبت تاريخاً لم نكن من صناعه يوماً.

لا تجعل من الحزن وليمة، حتى لا يغزوك الرثاء، بعد أن رحلت عيون الأحبة وجفت دموعها حزناً قبل الرحيل..

مُت حيثما تشاء أو عش كيفما تشاء، واترك العنان للفرس.. علك تكون هو الفارس، الذي يبعث فارساً لتلك الفرس..