بقلم: عبد الكريم محمد
كان الزمن بزهوه يشبه الزمان مع فارق اللحظات وتبدل المعالم.. والعود والعنبر والبخور وقدسية المكان وهيبة الجالسين على الأرائك، يضفون على المكان وقاراً.. غير ذاك الوقار المصنّع أو المعد من ذي قبل..
كل ما في المكان حضر صدفة، دون موعد أو ترتيب أو حتى سابق إنذار.. سأل العلماني أو إذا شئت الشيوعي المشاكل مع صاحب الهيبة، ليلقي بسؤاله الموجه مباشرة.. من سيدخل الجنة برأيكم يا صاحب السماحة؟
ابتسم صاحب السماحة، أجاب بهدوء كعادته، إنما العلم عند ربي يا صديقي، المهم أن لا ترحل محملاً بالشرك والإضرار بالناس.. بل قد يبقى أحدكم يعمل عمل أهل النار فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها.. والعكس بالعكس، قد يعمل أحدكم عمل أهل الجنة فيعمل عمل أهل النار فيدخلها..
ونحن معشر المؤمنين، نؤمن إيماناً مطلقاً بأن رحمة الله وسعت السموات والأرض، وما بينهما، لذلك يا صاحبي مثلنا لا يقنط من رحمة الله.. رغم أننا نؤمن أيضاً بأن رأس الحكمة مخافة الله في كل عمل وفي كل سلوك كان صغيراً أو كبيراً..
بنوع من الإثارة، أفهم منكم يا صاحب السماحة، أنكم تضمنون الجنة لكم ولمريديكم من حولكم؟!!
ضحك صاحب السماحة والجميع قد شاركه الضحكة، لكن ليس مكرهاً كمن يجلس مع صاحب السيادة والجلالة والسمو، يضحك الجمع حيثما يبدو على محياه الفرح، ويحزن أو يصمت الجمع لحضة صمته وحزنه، حتى ولو كان الأمر تكاذباً..
المهم أجاب الوقور المفكر الفيلسوف الشاعر العالم باللغة والفقه، الحافظ للتاريخ، يا صديقي العزيز نحن لا نزكي على الله أحداً، ولا حتى أنفسنا، وأن من يتق الله يجعل له مخرجاً يوم القيامة.. ولا نضع أنفسنا بديلاً عن الخالق ولا وكلاءاً له لنوزع صكوك الغفران على أحد، حتى أبنائنا وبناتنا لن ننفعهم في أمرهم شيئاً.. ولكل ما كسبت يداه.. وكل ما نمتلكه هو الدعاء لله طلباً للرحمة والمغفرة وحسن الختام يا صديقي.