قضايا اجتماعية

لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة.. اليوم حزب العمال الكردستاني تحت الطلب

بقلم: إياد مصطفى

هكذا تعلمنا في كتب التاريخ التي نقلت لنا التجارب بحلوها ومرها، فصديق اليوم قد يصبح عدو الغد والعكس صحيح.. هذه المقولات لا تتوقف عند أحد بعينه، بل تطال الأنظمة والشعوب والجماعات والأحزاب والأفراد على حدّ سواء..

كنا قد كتبنا أكثر من مرة أن الأكراد أول الثوار وأول القتلى، اليوم نعيد ونؤكد من جديد، أن المطالب القومية والوطنية المحقة، يمكن أن تحل في إطار التفاهمات بين الأخوة وعلى أساس من الأخوة، خاصة وأن العرق والثقافة والإرث التاريخي واحد.. فالثلاث شعوب هم من العرق المسمى بالهندي-أوروبي، أعني التركي والفارسي والكردي..

وأن أعظم قضية يمكن حلها بالمطالب المحقة والنقاش الهادئ، بعيداً عن الأيديولوجيات الطائفية العمياء، الذي يحاول استثمارها بعضعهم ليجر شعباً بأكمله إلى الجحيم.. تحت عناوين الهوية القومية والاستقلال..

بالمقابل من حق الشعب الكردي الأخ والصديق، أن يحافظ على هويته الثقافية والقومية كما كل شعوب الأرض قاطبة، وليس من حق أحد على وجه الأرض أن ينال من هذه الهوية، بمعزل عن العلاقات والروابط حتى الأخوية منها.

المهم بالأمر، على الأخوة الأكراد أن يدركوا جيداً، أن السياسات العابثة والمتبعة من بعض أحزابهم الطائفية، لن تجلب لهم ما يعملون من أجله في بناء الدولة الكردية، بقدر ما ستأخذهم إلى المجهول، وأن العمل قفازاً عند هذا الطرف أو ذاك، سيزيد من حالة التشرذم ويعاظم من حجم المآساة.

وأن الحفاظ على الهوية، لا يصنعها الحليف الروسي أو الأمريكي ولا الإسرائيلي، بل يصنعها الحوار البناء مع محيطهم من أبناء جلدتهم، وليجعلوا من صلاح الدين الأيوبي مثلاً والشيخ سعيد النورسي الذي يعتبر الترك من أهم اتباعه، باعتباره داعية وحد ما بين المتناقضات خدمة للأهداف السامية..

وأن القتلة والمجرمين الذين يدعون النضال من أجل الوطن والهوية، أمثال حزب العمال وغيره، هؤلاء مدفوعين بأهداف طائفية وعمالة مع كل من كان سبباً في تدمير الهوية الكردية، بل هؤلاء هم من عمل ويعمل بوعي مسبق لضرب الثقافة الكردية والوعي الكردي، الذي بناه رجالات عظماء من الأخوة الأكراد في الأمة وليس في الشعب الكردي وحده.