بقلم: عبد الكريم محمد
لا تلمها أيها العاتب وقت الرحيل.. بل دعها تذرف دموع الفرقة، قبل الشروق جموحاُ.. وفي المساء عويلاً وصهيلاً.. واطلق لها العنان وحطم قيدها، حيثما ما شاء لها الهوى، وشاء..
دعها كنرجسة تراقص الريح والماريق سفاحاً.. بعدما خانت المضارب فرسانها.. وخوت على عروشها الديار.. بل دعها تكحل ناظريها وداعاً، من بقايا الرسوم التي كانت بالأمس تسمى دياراً..
اطلق العنان للجموح والصهيل.. وتذكر يا صاح، ان وقع المنافي ثقيل ثقيل.. وتذكر عندما تناءى وجهها الملائكي ابتعاداً.. آثرت حزني، أنا أنت، وآثرت الرحيل..
ودع الشموع تغدر سرها في وهجها، لهيباً.. ليبق السرّ ملك النائبات، كما أسماه الشعراء يوماً، إلا أنت بالوجع والحنين.. لم يبق لليل وفراشات الضوء، إلا رداء العتمة وزناتها والعابثين.. لم يبق للنائبات إلا ما قاله الناي لحناً بأنه الحزن الدفين..