أدب

لا تسلم الروح عفو الخاطر

بقلم: عبد الكريم محمد

عندما يغزوك الأمل فكر بعبق الياسمين.. وخذ من اللحظات نسائمها.. وافتح العقل على مصراعيه.. ليتقد الفؤاد حباً، علّ الحب يولد من جديد هياماً أو ما يزيد..

لا تنس تلك الفراشة الهائمة بحثاً عن ذاك المحيا.. واسمع قليلاً طنين النحل، بعد أن غاب الحمام تعباً من الرسائل والرحيل.. اسمع طنين النحل المعسل برائحة ذاك المساء الربيعي وبعض من رحيق..

ولا تنس أن تفتح نوافذ بيتك العتيق للريح القادم من الشرق.. علّه يحمل لك حزمة مذهبة كما جديلتها، من جبين الشمس.. قبل أن تتحول نار قيظ عند الظهيرة..

 ارسم تضاريس ظلك بالظل، دون أن تأخذك اللحظات الرمادية.. صوب العتمة.. أو يغزوك اليأس..

 فأنت يا صاحبي، من يقوى على إغلاق الأبواب المشرعة بوجهه.. ليغازل الأصيلة قبل الغروب عشقاً.. ويمتشق غصن القرنفل شغفاً، عند الصباح القادم نحوك من البعيد البعيد.

ثم اجعل وشائج روحك جدارية لبيتك الطيني، علها تصبح محجاً للأرواح الهائمة قبل الغياب بقليل.. بل علها تصبح مظلة لمجلس ملائكي، يكون رجوماً للشياطين.. تزيّن بشهبه عتمة مساءاتنا.. وحرقة فقدة اللحظات، التي مرت يوماً من هناك.. دونما إخبار أو سابق إنذار..

المهم أبق حياً لحظة الاحتضار، ولا تسلم الروح عفو الخاطر، علك تصبح نذيراً.. أو تصبح كتاباً يسجل كل اللحظات، التي سقطت من بين ظهرانينا.. رغماً عنا يا صاحبي..