أدب

لا تحزن

بقلم: عبد الكريم محمد

عندما تغادرك الطيور عند الغروب، تخال الحياة قفراً.. لا يبق لك إلا شيئاً من بصيص ضوء، تسرقه خلسة من فتيل الزيت، المتوهج في ذاك الركن الخالي إلا من الذكريات..

 عندما تغادرك طيور الجنة، تخال أن الجنة قد رحلت، لتبقى تعيش جحيم انتظارهم.. وعدّ اللحظات الثقيلة على نفسك المتعبة.

عندما تتلبد الغيوم السوداء الموحشة كأسراب الغربان.. على قمة ذاك الجبل. تغزوك الهواجسن لتبدد الأمل بيوم قادم، قد يحمل لك الخصب مع تلك الغيوم، ليواجه تصحر الروح وبعض من الخيبات فيك..

 لقد بات الوقت موحشاً، يرتدي على كتفيه تلك اللحظات الرقطاء، التي تذكرك بكل ما يبعث الخوف من الغد.. أو ما بعد الغد..  

لا تخف يا صاحبي، فالبدايات كانت ولادة من ألم وعويل، والنهايات لن تأتيك بأحسن منها، وطيورك لن تعود.. فالكل له فصل آخر اسمه الربيع، إلا أنت تتناسلك الأيام قطعة من حزن تتدحرج، لتكبر فيك ألماً.. تعجز عن تبديده كل غجريات هذه الأرض ومزاميرها.