أدب

لا تجافِ اللحظات

بقلم: عبد الكريم محمد

عش كما تشاء ليومك أو غدك المحمول على أكف الأمل.. فالغصن اليابس لا ينتظر الربيع.. عش عظمة اللحظات علك تمتلك نصف يوم عظيم أو أكثر بقليل.. فمثلك يا صاح يستحق.. تلك اللحظات يستحق أن يورق لحظة بزوغ الشمس عند أول الربيع..

مثلك لا ينتظر أن يوقد حطباً لطهي الموائد للعابرين عند المساء نحو المجهول.. مثلك من يلوّن نسيماء المساء برائحة الياسمين.. مثلك من يتآخى مع المساء، لأنك أول النجوم التي تباغت كبد السماء عند الغروب..

 مثلك ما قال عنه العرب يوماً، الصديق الغريب القادم إلى الديار من بعيد، يحمل معه تباشير العيد ورائحة العود والبخور.. ستبقى أيها  الزهرة صديقاً للراعي، فألاً للخير.. بعد أن غادره أهله.. رغماً عنهم..

ولاد هو القطيع، سيبقى منحة لذاك الرضيع، الذي جف حليب جيب أمه مبكراً.. بعدما أخافها العابرون زناة الليل ليغيب حليب الأمومة مع ذاك الخوف، المجبول بالغسة ونذالة زناة العتمة..

قالوا عنك يوماً بأنك رجل من رجال الليل، واليوم يا صديقي نقولها بالفم الملآن، بأنك رجل بأمة، رجل يختزل قصص من بانوا ومن رحلوا.. يختزل بأصغريه.. ما عجز عنه كتاب السير يوماً.. او ما سقط سهواً، في الحديث عن المناقب..

دعك من الانتظار.. وخذ بناصية اللحظات الواعدة.. وتذكر، أن الربيع يولد من رحم البرد القارس.. وأن النهار يولد من رحم العتمة مع بزوغ الشمس.. لا تجاف اللحظات.. فمن يجافها.. كمن يجاف الحياة.