بقلم: عبد الكريم محمد
نار على النيران يصطادك الزمن بمحراكه.. والكور يبحث عن زفرة أو شهقة في كومة السكن.. لا النار باقية ولا الرماد صخراً أصماً تستظل به..
هي النائبات بعتم الليل تغزوك خلسة.. ليغيب القمر عن العاشقين غفلة بلا استئذان.. دعك من الأحلام ومنتصف الطريق وتقاسم الزمن الأغبر.. بل دعك من الطرقات الوعرة، حتى لا تصل معها إلى الجحيم..
لم يعد هناك سوى الذكريات.. المرسومة على التراب بطعم الألم.. لم يعد هناك سوى بقايا وثر، كان يلف بين ثناياه تلك الأجساد المتعبة.. المنتظرة لصباح مشمس، بعد أن لسعها الصقيع الحاقد على نياط القلوب الدافئة.
وشجرة تنتظر فاعل خير قد يسقيها حفنة ماء، كمن يسقي الموتى بإناء فخاري، تنبعث منه رائحة الموت.. ورطوبة العفن المذعور خوفاً من هول الفاجعة.
لا تبكي على الأطلال الدارسة يا صاحبي، بعد أن لفها الزمن في ذمة النسيان، لا تبحث عن الماضي التليد الموغل في عتمة الماضي وتعب السنين، فقد تحولت أشياؤك صداً لذاك الصوت.. المبحوح كناي هرم أتعبه النحيب.. وحفيف لبقايا أوراق أسقطها الخريف رغماً عنها..
المهم، كن صوتاً يشق الصمت كالرعد.. كن برقاً يضيء السماء ليرسم على الأرض، ذاك الغد الواعد بالخضرة بعد اليباس وطول الانتظار.