اقتصاد سياسة مجتمع

كندا: حزب المحافظين.. يطرح الرشاوى السخية في برنامجه الانتخابي


بعد طول انتظار، أصدر حزب المحافظين الكندي، “كونفيرستف” برنامجه الانتخابي، باعتباره برنامجاً طموحاً، حيث تضمن 160 صفحة، خاصة لجهة الوعود بتقديم مليارات الدولارات التي ستنفق بدعم الاقتصاد الذي دمرته جائحة كوفيد-19.

كما يعد بدور قوي للحكومة في رفد الاقتصاد من خلال برنامج مساعدة الشركات في التغلب على أزمة الوباء على مدى العامين القادمين.

سيما وأن حكومة المحافظين برئاسة “إرين أوتول” ستعمل على إنهاء خطة الجزب الليبرالي، بإنشاء برنامج وطني لرعاية الطفولة، إذ سيقوم الحزب بدلاً من ذلك بإعطاء الأموال مباشرة إلى الوالدين لتغطية التكاليف.

مبيناً البرنامج، أن تتلقى عائلة يبلغ دخلها 30 ألف دولار ما يصل إلى 6000 دولار لتغطية تكاليف رعاية الطفولة، بيد أن الأسرة التي يبلغ دخلها السنوي 50 ألف دولار ستحصل على 5200 دولار.. كما أعطى وعوداً دون تبيان بنود الصرف، حتى يتخلص من الالتزامات المحددة بعلاجات الأسنان والدواء والعمليات الطبية التجميلية الضرورية بشكل عام، بانفاق المزيد من الأموال على الرعاية الصحية.. أي أنه يحاول لعب لعبة الوعود السخية.

المفاجئ بالأمر، الوعدود التي أطلقها، بخلق مليون فرصة عمل، من خلال تخصيصه أمولاً أكثر مما خصصيه الحكومة الليبرالية في الميزانية الحالية؛ لأصحاب العمل الذين طالهم الوباء في البلاد، كجزء من حملة منظمة لاستعادة معظم الوظائف المفقودة على مدار الأشهر ال18الماضية.

أما ما يخص تحفيز الانفاق التجاري، فقد تعهد الحزب المذكور بإنشاء “مسرع الاستثمار الكتدي”، الذي سيوفر ائتماناً ضريبياً 5دولارات لأي استثمار رأسمالي يتم إجراؤه في عامي 2022و2023,

بل لعل الرشوة الكبرى تتمثل في وعود حزب المحافظين، بتقديم قروض تصل إلى 200000دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات الضيافة وتجارة التجزئة والسياحة لمساعدتها بالنهوض.

والغرابة الكبرى، فبدلاً من التفكير بتأمين السكن الذي يتجاوز مداخيل الأفراد سنوياً، والضائقة التي يعيشها الكنديون والتي تعتبر أكبر مشكلة في العالم، ذهب حزب المحافظين بطرح الوعود الداعمة بما مقداره مليار دولار لدعم المطاعم لمدة شهر واحد، حيث ستقدم حكومة المحافظين خصماً بنسبة 50% على الطعام والمشروبات غير الكحولية في المطاعم بين يومي الإثنين والأربعاء..

على ما يبدو أن حزب المحافظين يتبع طريقة “طعمي الثم تستحي العين”، مغفلاً أن الشعوب ليست قوارضاً ولا أبقاراً.. وأن ما يعانيه الكنديون هو امتلال البيت، بعد أن تخلص العالم الغربي من هذه المعضلة، بتحديد سقف السكن مالياً، بحيث لا يتجاوز 30% من دخل العائلة وليس الفرد.. وأن الأسنان هي أساس الصحة كما القلب والدماغ.

لم يتوقف هذا الحزب العظيم، عند الرشاوى السخية أو الخلبية إذا شئت.. بل وعد بمساعدة تجار التجزئة المتعثرين، بمنحهم استراحة كما استراحة العداء أو المحارب، باعفائهم لمدة شهر من ضريبة المبيعات الفيدرالية.