آراء

كم هو العالم أخرق وحقير! 

بقلم: عبد الكريم محمد

عندما يطالعك خبر مفاده أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في موسكو أو غيرها من العواصم شرعوا بحملة لحثّ سكان المدينة على العثور على سنجاب في حديقة كحديقة “تساريتسينو”، لإنقاذه من حلقة بلاستيكية علق فيها رأسه.

وأن  37 شخصا يقوم حاليا بالبحث عن سنجاب في حديقة تساريتسنو، حتى حراس الحديقة انضموا إلى الحملة”.

وأشار المنشور إلى أن السنجاب لوحظ وقد علقت في رأسه حلقة بلاستيكية، ولايمكنه إغلاق فمه أو حتى تناول الطعام، لذا يبحث الناس عنه لتخليصه من هذه الحلقة وإنقاذ حياته”.

هؤلاء لم يتبادر لذهنهم ما تفعله جيوشهم ومرتزقتهم في سورية أو في أوكرانيا، بل لا يتبادر لأذهانهم أن 38 مليوناً من البشر يموت سنوياً بسبب الجوع الذي تخلفه أنظمتهم، بسبب نهبها لخيرات الشعوب..

كما أنه لايمكنهم أن يتذكروا 600 مليوناً في القارة الأفريقية لا تعرفون الكهرباء، ولا المياه الصالحة للشرب، هؤلاء يعرفون الألماس والمعادن الثمينة في أفريقيا ويعرفون كيف يشعلون الحروب الأهلية، ليتسنى لهم في غمار هذه الصراعات من نهب ثرواتهم وحسب.

الحقيقة ثمة فجوة بل هوة عميقة لا يمكن ردمها، طالما بقيت الدول الدائمة العضوية الخمس ومعهم عصابات الأحلاف الدولية، تعمل على اخضاع المعمورة ونهب شعوبها، لتتركها فيما بعد ذلك أكداساً من المعوقين، أكداساً من المرضى والمعوزين، أكداساً على شكل آدميين فاقدين لكل شيء.  

كم هو العالم أخرق وحقير، وكم هي الشعوب التي تدعي الرقي والحضارة، لا تستحق أن يقال عنها سوى مجاميعاً من القوارض السمان، التي لا يهمها إلا أن تكون طحالباً على حساب فقراء الأرض وآلامهم.