سياسة

كل ما تقوله إيران عن استقرار المنطقة عارٍ عن الصحة ويفتقد إلى المصداقية

بقلم: إياد مصطفى

ما شدني لطرق مثل هذا العنوان الكبير والكبير جداً، هي التصريحات المتلاحقة إزاء أي حدث في المنطقة، سواء تلك المتعلقة بسورية و العراق أو لبنان واليمن، أو حتى أفغانستان وباكستان.. إيران على الدوام تنطلق من قناعة مؤداها، أن كل الشعوب والأمم غير مؤهلة، وهي وحدها ذاك المؤهل العارف بالتفاصيل، حتى أنها هي صاحبة رسم العلاقة وطبيعتها بين الخالق والمخلوق..

العالم بكليته، بما في ذلك الشعوب العربية والإسلامية، يدرك أن النرجسية الإيرانية المفرطة، قد أوصلت صانع السياسة الإيرانية، إلى مرحلة شمشون الجبار.. أنا أو لا أحد.. بل وبغيابي فليأت الطوفان.. ناهيك على أنها تستند في ذلك لمقولات لاهوتية دهرية، لا يمكن لأحد أن يصدقها، سوى بعض العامة والدهماء وأصحاب العقول المغلقة، التي لا ترى في هذا الكون إلا الخطاب الطائقي المريض مخرجاً، ومعهم بعض أصحاب المنافع المغمسة بالدم والعار..

ولعل الغرابة بالأمر، ما أعلنته  وزارة خارجيتها اليوم السبت، أن الاستهداف الأخير الذي تعرض له مطار بغداد، “عمل مشبوه” يمهد الطريق لمن وصفته بـ “المسلحين”، وذلك بعد ساعات من تعرض المنشأة لهجوم صاروخي أدى لتضرر إحدى الطائرات الرابضة دون خسائر بشرية.

وزاد بالطنبور نغماً،  ما تضمنه البيان بقوله، إن “استهداف مطار بغداد خطوة لزعزعة استقرار العراق، ومثل هذه الأعمال المشبوهة خلقت حالة من انعدام الأمن في العراق، ومهدت الطريق للمسلحين، وأثرت على الخدمات الحكومية لمواطنيه”.

الأدهى من ذلك هو تشديد البيان على أن “إيران دعمت دائماً إرساء الأمن في العراق، والحفاظ عليه، وتنمية وتقدم هذا البلد، وتدعم جهود الحكومة العراقية في إرساء الاستقرار”.

إيران هي البلد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط ومعها إسرائيل، تجدان ضالتهما في ديمومة عدم الاستقرار، لكي يبقيان على قيد الحياة؛ خاصة وأن الأمن والاستقرار، سيعود عليهما بالويلات والثبور وعظائم الأمور، ليجعل القدر يغلي من داخله، مرة أخرى..

وأن ترحيل الأزمات إلى كل دول المنطقة، استراتيجية إيرانية راسخة لا يمكنها التخلي عنها، مهما بلغت التكاليف والأثمان.. ومن مصلحتها إضعاف العرب بكل انتماءاتهم الدينية والطائفية، لتبقى وحدها تعيث فساداً، تحت شعار الدور الإقليمي الراسخ الذي لا يمكن للعالم التخلي عنه أو حتى تجاهله.. تماماً كما صنوتها إسرائيل.

المرحلة القادمة، والتي باتت تبعد أقل من مرمى حجر عنا، سنشهد التداعيات الداخلية الإيرانية وسيصبح شمشون الجبار طيرداً بين البلاد.. لكن الفارق بين الأمس واليوم، أن الشاه وجد بالسادات مضيفاً، بينما شمشون على ما يبدو، لن يجد سوى حبل المشنقة لتخلص العالم والمنطقة من شروره.