دولي

كلام خطير يلخص المخاوف الصينية.. ماذا تريد إيران من الصين؟

ترى الحكومة الصينية بأن إيران ليست حليفة موثوق بها صينياً في مناهضة الغرب، وهي محاطة بألغام واتجاهات داخلية معقدة، خاصة من مراكز القوى المسيطرة والمتصارعة فيما بينها.

ولعل ما دفع الصحافة الصينية لنشر مثل هذه المواقف، هي حالة التزامن مع الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني إلى بكين، والتي تحمل عنواناً واضحاً لجهة تنفيذ اتفاق التعاون، البالغ قيمته 400 مليار دولار، الذي وقع بين الصين وإيران عام 2021.

الكاتب “الصيني دايو” يرى بكل وضوح، أن “الكثيرون لا يدركون أن هذا الاتفاق لم يُنفذ بشكل فعال منذ توقيعه”.

وأن السبب الرئيسي هو المعارضة القوية داخل إيران، ليس فقط من الفصائل المؤيدة للغرب، ولكن أيضاً من المتشددين والحرس الثوري الإيراني.

الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، المعروف بموقفه المناهض للولايات المتحدة، يتبنى في الواقع سياسة “لا للشرق، لا للغرب، فقط الإسلام”.

وقد قال عن الاتفاق بين الصين وإيران: “سمعت مؤخرًا أنهم يجرون مفاوضات لتوقيع اتفاقية مدتها 25 عامًا مع دولة أخرى، ولم يعلم أحد بهذا الخبر.

هل أنتم (الحكومة الإيرانية) وحدكم أسياد البلاد وتأخذون من جيوب الناس دون إعلامهم؟

لقد بعتم القدرات النووية وكرامة الوطن”.

بالإضافة إلى ذلك، يعارض الحرس الثوري الإيراني هذا الاتفاق بسبب مصالحه الضخمة في مجالات النفط، الغاز، الاتصالات، الموانئ، والبنية التحتية داخل إيران، وهي المجالات التي تأمل الصين الاستثمار فيها، مما سيخلق منافسة مع الحرس الثوري.

لدهشة العديد من الصينيين، يدعم الرئيس الإيراني الحالي، بيزشكيان، الذي يُعتبر عمومًا مؤيدًا للغرب، هذا الاتفاق.

لا يمكن تعريفه ببساطة كموالي للغرب، بل هو إصلاحي يسعى للتعاون مع الغرب والشرق لتطوير اقتصاد إيران.

في المستقبل، ستواجه إيران ضغوطًا غربية أكبر مما كانت عليه في عام 2021، مما يمنحها دافعًا أكبر للتعاون مع الصين لمواجهة هذه الضغوط.

لذلك، تسعى زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الصين إلى تعزيز تنفيذ هذا الاتفاق الاستثماري.

بشكل عام، نؤيد تعزيز العلاقات بين الصين وإيران.

لا يمكن للصين قبول حالة السلبية الاستراتيجية إذا أُطيحت الحكومة الإيرانية على يد الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومع ذلك، تحتاج إيران إلى الاعتراف بأنه من وجهة نظر الصين، إيران ليست روسيا.

  1. إيران ليست بنفس أهمية روسيا، التي تُعتبر قوة عظمى وعضوًا في مجلس الأمن الدولي، تجاور الصين، وتمتلك أسلحة نووية وموارد ضخمة.
  2. أثبتت روسيا نفسها كحليف شبه موثوق للصين في مواجهة الهيمنة الأمريكية، بينما لم تُثبت إيران ذلك على الإطلاق.

_ الكاتب الصيني دايو
@BeijingDai

اترك تعليقاً