آراء

كثرة المؤتمرات تعبير عن تعاظم حجم الأزمات

بقلم: عبد الكريم محمد

في كل صباح تطالعنا وسائل الإعلام على اختلافها وتنوعها، عن مؤتمر دولي هنا أو هناك، وكأنك تعيش في مستنبتات زراعة الفطور.. صحيح أن الألوان والأمكنة مختلفة، إلا أن الشعارات المرفوعة هي ذاتها، حتى تخال نفسك وأنت تسمع أو تقرأ عن هذه المؤتمرات والمنتديات والاجتماعات، لكأنك تشاهد ذات الحظيرة، وإن اختلفت أشكال الحيوانات المجترة المتواجدة فيها.

المهم ليس في جعبة هذا العالم المأزوم، سوى التضخم وأسعار الفائدة ومحاربة الفقر والبطالة، وتنامي الإرهاب وضرورة الحفاظ على الأمن الجماعي.. وكأن من يتحمل مسؤولية الأزمات والانهيارات، هي الشعوب المحكومة من قبل عصابات مسعورة، وليس هؤلاء الحفنة الذين أباحوا في الأرض الفساد، وكانوا وما يزالون سبباً في كل ما تراه وتعيشه الشعوب من ويلات ومتاعب.

هؤلاء ينادون بالعفة والطهر، والعفة والطهر منهم براء، لصوص على هيئة حكام، وقوادين على هيئة قادة، وشذاذ آفاق على هيئة مربين ونساك ووعاظ.. ليس فيهم رجل شجاع واحد، يجرؤ على قول الحق، ولو من باب الأحجية، حتى لا يسجل عليه موقفاً قد يأتي بنهايته ليكون عبرة، أو ضحية لنهاية مرحلة، وبداية أخرى مسخة كما التي سبقتها، مع فارق الوقت.   

المهم بالقول، أن كل هذا النقب في الصخر الأصم والضجيج المتصاعد مبني على خراب، وأن مقولة:” لا يصلح العطار ما أفسده الدهر”، هي عنوان ما يجري، وأن الكبار كما الصغار، فلا فرق بين الجمل المعلول والأرنب المذعور، الكل ينتظر القادم غير المعرف، على الرغم من أن الكثير من البشر، يعتبرون أن كل شيء مسقف ومعد سلفاً..

نحن بدورنا نقول أن الذبابة أو البعوضة، كما العين تدخل الجمل القدر والرجل القبر.. ونتمنى أن لا يصاب هؤلاء بأعين الحساد من الشعوب، وهم يطلون علينا في وسائل الإعلام المرئية كالأحصنة المسروجة بأبهى الألوان المزركشة.. وكأنهم في عرض أزياء في سوق النخاسة، أو معارض مزادات بيع الخيول.