عربي

كتب الحمادي.. جيش التحرير الشعبي .. نحو التخلص من كل صنوف الإرهاب في سورية وبناء دولة المواطنة

إعداد: د. أحمد خليل الحمادي

ما حدث في البادية مؤخراً، أثبت باليقين القاطع للروس و الإيرانيين و النظام المجرم بأن البادية تشكل ثقبا أسوداً،  من شأنه استنزاف قواهم و طاقاتهم الهادفة لإحكام السيطرة على شعبنا ليتسنى لهم نهب مقدراته الاقتصادية وثرواته الباطنية، خاصة الغاز و النفط و الفوسفات و غيرها.

ومن الجدير بالذكر، أن جميع المحاولات قد باءت بالفشل الذريع، و أن جيش التحرير الشعبي ومن خلال قواه الحية، قد ألحق بكل القوى الجهنمية من روس وإيرانيين وميلشيات نظام الأسد المجرم وفلول تنظيم داعش الإرهابي، خسائراً -منذ تأسيسه في ٢٠٢٠/٨/٥ م- تقدر بمقتل ٥٤٠٠ ميليشياوي و شبيح و ضابط و صف ضابط و جندي من مختلف قوى النظام القاتل المجرم وداعميه. بالإضافة إلى الخسائر المادية الفادحة التي تنكبها في العتاد و المعدات والأسلحة والآليات..

ناهيك أنه أفقد  كل قوى الإجرام والقتل والإرهاب، القدرة على الثبات، بل وأفقدهم السيطرة والتحكم وحولهم إلى قطعان مهزومة، تفتقد إلى القدرة على التحرك، وقطع عليهم طرق التواصل والامداد اللوجستي، وأفقدهم القدرة على حرية الحركة في شرق و غرب و وسط سورية من محافظة دير الزور مروراً بحمص وباديتها وانتهاءً  بالعاصمة دمشق و ريفها. وخلق فجوة كبيرة في نشاط النظام وداعميه، فقد طاولت بتأثيرها حركة النقل و النشاطات العسكري و الاقتصادي ما بين أطراف المناطق التي يسيطرة عليها.

ولعل الجدير ذكره، أن هذا الواقع المزري والمتهاوي، دفع النظام والميليشيات الإيرانية الإرهابية للقيام بعمليتهم العسكرية الأخيرة بالشراكة والتنسيق مع هذا التحالف المجرم، ظناً منهم أنهم سيتمكنون من إعادة السيطرة على هذه المناطق خاصة البادية.. والقضاء على جيش التحرير الشعبي الذي أصبح يشكل العمود الفقري للحركة الوطنية السورية. الساعية للخلاص النهائي من الطغمة الحاكمة وداعميها و إقامة دولة الوطن و المواطن و القانون مهما كلف الثمن.

* الحملة العسكرية : كانت غاية هذه الحشود إذا القيام بحملة عسكرية للقضاء على الثوار في البادية و المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام فيها بشكل تام و هذا ما حدث

– استقدم الروس قواتهم عبر مطاري دير الزور و التيفور و تدمر العسكري جوا ، و انطلقت نحو البادية بقوة قوامها ٣٠٠٠ مقاتل من أشرس مقاتليهم .

 -و حشد الإيرانيين قواتهم الميليشياوية من الميادين و البوكمال و ريف حمص الشرقي بالإضافة لمقراتهم شبه الثابتة في البادية و المدن القريبة منها.. فيما تقول المصادر أن عددهم تجاوز  أكثر من الف ميليشياوي.

حيث وصل العدد الإجمالي حوالي ٤٥٠٠ مقاتل من الروس و ميليشيا فاغنر الروسية والميليشيات الإيرانية وميليشيا النظام القاتل المجرم .

الأمر الذي اضطرهمغلى شكل غرفة عمليات روسية – إيرانية و بعض من مجموعات هامشية مثلت النظام.. وقد  قاد الروس من خلال غرفة العمليات المركزية، التي تدار جواً بواسطة طائرة سطع و قيادة جوية من طراز A50-تتبع لها طائرات مروحية مسير من حميميم و مطار التيفور و مطار تدمر العسكري و غيرها.

– بدأت الحملة العسكرية في ٢٠٢١/٩/١٩ م الشرسة، حيث تعاملت معها قوات جيش التحرير الشعبي المشتركة وحطمت رأس سهم الهجوم، وأفشلت الهجمة، بقوة قوامها ١٢٠٠ مقاتل ضمن ما يسمى بحرب الأشباح يخوضون.

ومن الجدير ذكره، أن مقاتلي جيش التحرير هم من أبناء العشائر التالية : بني خالد ، الرطوب ، العمور ، إعنزة ، الفواعرة ، شمر ، بقارة ، عقيدات ، الموالي ، الحديديين ، النعيم ، النايف وغيرهم من القبائل العربية.

المهم بالأمر، تم كسر و هزيمة هذه القوات المعتدية و تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح حيث سقط لها عشرات القتلى والجرحى.. بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بالعتاد، حيث تم تدمر خمس دبابات في مدينة تدمير  كاسحتي ألغام و٦ ناقلات جند و مقتل و جرح كل من على متنهنا و ١٤ عربة مزودة برشاشات متنوعة.

وتم الاستحواز على : دبابتين و عدد من الرشاشات المتوسطة و الأسلحة الفردية و كماً من الذخائر المتنوعة للأسلحة.. أنتهت الحملة التي ابتدأت في ٢٠٢١/٩/١٩ م في ٢٠٢١/٩/ ٢٣ م بهزيمة ساحقة لتلك القوى مما أدى لفرارها و انسحابها لتجر أذيال الهزيمة..

 وقد أدت المعارك لتحرير سلسلة جبال العمور وسلسلة جبال محمد بن علي و الحماد، والتي كان من نتائجها أيضاً، إجبار الروس على سحب قواتهم من المواقع التالية : المحطة الثالثة و الصوانة ( حيث يتواجد الفوسفات ) و حقل الشاعر ( الغاز) و حقل الحجار  النفطي؛ و بذلك أصبحت المناطق المذكورة نظيفة محررة بالكامل..

خاصة بعد تمكن جيش التحرير الشعبي من القضاء على ثلاثة أوكار إرهابية لد.اعش، كانت متمترسة في جبال العمور حيث قتل ١٣ من فلولهم.. و بذلك تم تطهير المنطقة منهم و لم يبق لهم مكاناً سوى بعض الأوكار الهامشية في الرصافة/ الرقة بتعداد لا يتجاوز ال ٢٠٠ داعشي فقط