عربي

كتب الحمادي.. تسويات درعا من العب للجيبة

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

باحث وكاتب

لنبدأ من تسوية درعا البلد حيث أغلب قطع السلاح التي صورت كانت من اللواء الثامن ،مع بعض قطع السلاح المستهلكة ، و كما قال أحد الضباط الأمنين أغلبها حديد مصدي ، و بعد ذلك كانت عملية التسليم لبعض قطع السلاح و اجراء التسوية في العديد من بلدات الريف الغربي ، و عندما نقول الريف الغربي نقول بحدود نصف المحافظة تقريبا.

حيث لم يسلم في كل تلك التسويات سوى أقل من ٦٠٠ قطعة سلاح ، النسبة الكبيرة منها كانت بحوزة ميليشيا الفرقة الرابعة او ما يطلق عليه مجموعات الفرقة الرابعة الذين خيروا بعد انتهاء الأعمال القتالية في درعا البلد ما بين الانتقال لمواقع الفرقة حول دمشق للقيام بمهام جديد او تسليم أسلحتهم.

الجدير بالذكر أن غالبيتهم رفض الانتقال خارج المحافظة، لذا لم يبق أمامهم سوى خيار تسليم أسلحتهم و هذا ما حدث، ما عدا بعض العناصر من مجموعات طفس الذين انتقلوا فعلا لمقر الفرقة الرابعة، و بما إن النظام متمرس بالكذب و تزوير الحقائق و قلبها قام إعلاميا بتصوير هؤلاء الذين سلموا أسلحهم و المحسوبين من مجموعاته سابقا على أنهم ثوار سلموا أسلحتهم ليشعر مواليه بأنه حقق انجازا في درعا.

و في الحقيقة كانت هزيمته التي شاهدها جميع من تابع حملته العسكرية لسحق درعا البلد و التي فشلت و تكبد خلالها خسائر فادحة على مدار ساعات محاولاته الفاشلة لاقتحام درعا البلد و الممتدة لأكثر من شهر بعدة أيام .

و كانت له محاولة اليوم ليحوز على أسلحة الثوار في مدينة نوى من خلال مركز التسوية في مركز إنعاش الريف بنوى و لكن جهوده كللت بالفشل و لم يكن هناك اقبالا على التسوية و لم تسلم إلا بضعة قطع من الأسلحة و لم يجر تسوية مع النظام إلا عدد قليل من العناصر المحسوبة عليه.

و هذا ما دفع أحد المتابعين للوضع عن قرب ليقول : ( النظام يستجلب عناصره و المحسوبين عليه ليعمل معهم تسوية ) و لم يكتف بعض عرابي التسوية بهذه التمثيلية السمجة بل دونوا اسماء لعدة أموات منذ فترة ليست بالقصيرة على أنهم أجروا تسوية وضع مع النظام القاتل المجرم و تحدث عن ذلك اكثر من شخص ثقة.

نعم أن ما يقوم به النظام القاتل المجرم، لا يتعدى كونه بهورة و بهرجة إعلامية لا تمت للواقع بصلة بل هدفها الإيحاء بأنه أنجز تقدما في محافظة درعا و ليبرر سحب العدد الكبير من قواته.. و خاصة الفرقة الرابعة التي استعصت عليها تحقيق أي إنجاز عسكري بل تلطخت سمعتها و وصمت بالهزيمة الساحقة لها و لكل قوى النظام في درعا.

والحقيقة التسويات التي جرت، خاصة في منطقة الريف الغربي نستطيع القول عنها بأنها التسويات التي ينطبق عليها المثل : من العب للجيبة ، بينما الثوار و الأحرار ما زالوا على ثباتهم و موقفهم، الذي لا يتزعزع ضد النظام القاتل المجرم.. و الأيام المقبلة ستكشف عما ستحمله بعد إستراحة المحارب الشرس الساعي لتحقيق حريته و كرامته و الخلاص من النظام القاتل المجرم .

٤٤