بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
في تهديد ناري قال نائب قائد المسمى الحرس الثوري الإيراني نحن : جاهزون تماما لتسوية إسرائيل بالأرض إن هاجمتنا.
هذا التصريح وغيره الكثير من التصريحات النارية، إدانة لنظام الملالي الإيراني أكثر منه استعراض قوة ، فإذا كان كلامه ينمو عن مصداقية بالقول، يعني ذلك عدم قيامهم بالفعل بأن جميع شعاراتهم مزيفة و كاذبة.. فكيف لك ان تمتلك القوة لتسحق من تعتبره عدوا لك و تسوي دويلته بالأرض ؟ وانت بالمقابل تشترط هجومه عليك؟!!!
بما أنكم على جاهزية تامة و مقدرة و لكنكم لا تقومون بالفعل كأنكم تقولون نحن نتاجر و نستغل القضية الفلسطينية لتحقيق مصالحنا و لحشد أنصارنا حولنا و استغلالهم لنحقق أهداف ولاية الفقيه بتأحيج المشاعر العاطفية فقط لا غير..
وكلامنا و شعاراتنا المرفوعة جوفاء لا علاقة لها بالعمل و الواقع ، فعندما نقول الموت لأمريكا نقتل اليمنيين و ندعم قصف الكعبة و مكة و المدينة ، و عندنا نقول الموت لإسرائيل ندمر سورية والعراق ونجعلهما أنقاضاً، ونقتل شعبيهما و نهجرهما و نغيّر ديمغرافيتهما، بذريعة ان طريق القدس يمر بهما.
فإذا كانت إيران و الميليشيات التي تدور في فلكها قادرة عما تهدد به من صواريخ كلامية؛ فهي مقصرة بحق هدف تدعي تبنيه وخصصت يوما خاصاً له في آخر أسبوع من رمضان من كل عام، و الذي اطلقت عليه تسمية يوم القدس للتغطية على يوم الأرض الفلسطيني في 30 آذار.. وسحب بريقه الوطني التحرري واستغلال الرغبة التحررية في نفوس العرب والمسلمين والفلسطينيين لجذبهم نحو مشروعها الإمبراطوري الفارسي.
والذي ينتهج استراتيجية، لتفتيت وتمزيق المنطقة شيعاً ومذاهباً متناحرة متصارعة مما يؤدي لدمارها.. و يهيئ المجال لظهور إيران كقوة مسيطرة عليها.. بل وتابعة لها.. وهذا ما يثبته كل تصرفاتها في المنطقة بدءا بلبنان و مرورا بالعراق و سورية و اليمن و وصولا لمكة و السعودية و غيرها.
وسلوكها لم يقتصر على الجزء الشرقي من المنطقة، بل امتد لأفريقيا بما فيها الجزائر و تونس وغيرها، وبذلك تقدم اكبر خدمة لإسرائيل و كأنها الحلف الإستراتيجي لها.. فما قامت به إيران من تحطيم كل هذه الدول العربية و إخراجها من ساحة الصراع العربي الإسرائيلي نتيجة تدميرها وتخريبها و تفكيك نسيجها الوطني و تمييع هوياتها ما كانت إسرائيل قادرة على تحقيقه و لن تحققه و حققته إيران و من يدور في فلكها و قدمته لإسرائيل على طبق ذهبي مما هيئ للتمدد الإسرائيلي شرقا و غربا و جنوبا و بالزوايا المحورية.. كل ذلك بفعل التغلغل الإيراني او رد فعل عليه ( طبعا للموضوع أبعاد أخرى لا مجال للخوض فيها.
و إذا لم تكن قادرة على تنفيذ ما جاء في هذا التصريح لنائب قائد المسمى الحرس الثوري الإيراني فانه يدل على الكذب و عدم المصداقية و العجز الظاهر للعيان، فكيف يقول إذا ما هاجمتنا ؟!!!
وهي دائما تهاجمهم و تهاجم قوى ميليشياتهم في سورية بشكل شبة منتظم و بعمل أسبوعي او شهري؛ بل طال قصفها للأراضي الإيرانية و مواقعها الحساسة و منها مواقع قوتها المستقبلية و الحالية.
شعارات طنانة رنانة فارغة من أي مضمون عملي و ينطبق على كلامهم و تهديداتهم مقولة، بأن كلامهم من فوق الاساطيح ، طيحوا لانشوف مصداقية تهديداتكم .