بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
أكاديمي وباحث
سرائيل مبدعة في الإشاعات بجميع أنواعها و بكل طروحاتها في الحرب النفسية تهدف لتحطيم و سحق العدو معنويا و إثارة الشك بقدرته و بالمحيط و خلق الريبة و عدم الثقة بنفسه .
لذا قد تكون قد ألقت فعلا القبض على أثنين ممن هربوا من سجن جلبوع ، و لكن روايتها حول الابلاغ عنهما من عائلة من عرب ٤٨ بعد طلبهم الطعام قد تكون غير صحيحة ، مع العلم بأن الفلسطينيين في المنطقة ما ان سمعوا خبر هروبهم حتى وضعوا الألبسة و الطعام على الأشجار إذا ما مروا من المنطقة.
فهل يعقل أن تبلغ عائلة فلسطينية عنهما بعد طلب المساعدة ؟
إلا إذا كان من بلغ عميل أو يعمل ضمن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية !!! فلا اخلاق العربي و لا قيمة و مبادئه و لا قضيته تسمح له بهذا الفعل المخزي الذي يجعله يسقط من عين نفسه و يحتقر ذاته فكيف حاله ستكون بعيون الآخرين ؟!!!
الهدف من الرواية الإسرائيلية هذه، تحويل الانتباه من القضية الأساسية قضية الأسرى و موجة التعاطف العامة معهم و مع قضيتهم و فعلهم الذي فعلوه، لقضية مختلقة هامشية لا اساس لها من الصحة؛ لنجلد ذاتنا بذاتنا و تعزيز عوامل الشك و الريبة ببعضنا.
و الأهم من كل ذلك زعزعة الثقة بأنفسنا عن تحقيق ما نريد كفلسطينيين ( أتحدث بلسان عربي فلسطيني طبعا ) ..بكل الأحوال لننتظر الرواية الفلسطينية عن هذه الحادثة، و من هيئتهم في الصور الرائجة عنهم و حلاقة دقونهم و لباسهم يعني بأنهم ليسوا جوعى و لا يحتاجون للطعام مما ينسف الرواية الإسرائيلية.