بقلم: أ.أيمن أبو هاشم
ففي حين تخرج مجموعة من قطاع غزة بموافقة قادة حماس، وهي ترفع صور القتلة الحوثي وسليماني في حفلة تمجيد لا تنقصها الوقاحة، يتعرض أكثر من مليون ونصف سوري من سكان الخيام في الشمال السوري ولبنان والأردن، لعاصفة ثلجية تنخر عظامهم، وتهدد حياة صغارهم وكبارهم.
دون أن يخطر في بال هذه المجموعة الملوثة بالمال الإيراني، أن تسأل نفسها عن دور عصابة الملالي ونظام الإجرام الأسدي في تهجير هذه الجموع المنكوبة، ومن بينها آلاف من فلسطينيي سوريا، ودفعها للعيش في مخيمات بائسة تواجه الشمس الحارقة في الصيف والبرد والثلوج والعواصف في الشتاء !!
في الوقت الذي يقوم فيه أهلنا في الداخل الفلسطيني بإطلاق حملات التبرع وجمع المواد الغذائية وإرسالها لأهلنا السوريين المهجرين في الشمال السوري، تتسابق قيادات العار الفلسطينية بمختلف مسميّاتها، لتبييض صفحة طاغية العصر، بكل ما في جعبتها من آيات النفاق والثناء على دوره في المقتلة السورية طيلة السنوات العشرة الماصية !!
وفي حين يواصل الاحتلال الصهيوني حربه الشرسة لتهويد كل متر من الأرض الفلسطينية، ومطاردة واعتقال المناضلين الفلسطينيين، يقوم رئيس وزراء السلطة محمد اشتية وهو يبتسم بتدشين معرض كاريكاتوري في رام الله، تُظهر لوحاته الراحل أبو عمار كمادة للسخرية والتندر والتفكُه !!
هذه المفارقات الصارخة بكل ما فيها من ألم وخذلان وأسى، تكشف انحطاط وتفاهة قيادات الفصائل الفلسطينية، والبون الشاسع بين الشعب ومن يختطفون الحديث باسمه وتمثيله ..
هذه الطغمة الفاجرة تخنق فلسطين بأياديها، وإن لم نغضب ونثور على مواقفها وسلوكياتها النكراء لن يرحمنا التاريخ ..
كاتب وحقوقي فلسطيني
