آراء

كأنما شيئاً يختبئ خلف الأكمة


بقلم: عبد الكريم محمد
 
ثمة شيء يختبئ خلف الأكمة، أو خلف باب البنيان المتهالكة جدرانه.. وكأنما الرسائل التي ترسل بين الحين والآخر، نذر مفاجئآت قد أعد لها مسبقاً وبشكل محكم..
 
 ذئاب تترصد الضباع على مزابل الغير، ظناً منها، أنها ستبقى ديكة صياحة على مزابلها، ترفل بأثواب العافية ورغد العيش..
 
 الوقت يجري مسرعاً، والتفاصيل ترسم شكلها خيالات غير مفهومة، أو إذا شئت ضبابية، كما غيوم التشكل الأولى لهذا الكون..
 
 وكأن المشهد رغم ألوانه مرسوماً بقلم من فحم، يخبئ شكل البركان، الصاعدة من عمق الأرض صخوراً مذابة.. وأشعة لا ترتسم بنظر المشاهد من شدة وسرعة لمعانها وبريقها..
 
 لتنثر ما تحمله ناراً في كل الاتجاهات.. إنها ما يشبه القيامة، لحظة موت الجاذبية.. ليبعث جميع من في القبور على عجل..
 
حينها، سيعكف من تبقى حياً ليرسم شكل المشهد، إذا ما أسعفته بقايا الذاكرة المتهتكة خوفاً، من هول المشهد بأنها جهنم الموعودة.. أو ما يشبهها قليلاً.
 
الغريب حقاً، أن الدماء لن تصل إلى شكائم الخيل،هذه المرة.. لأن المكان سيفتقد إلى الأحياء، ولن يبقى منه إلا نتف من الخردة، وعظام الموتى الهشة من مجهولي الهوية..
 
هكذا يفكر بعضهم، ليصنع تاريخاً جديداً، بعد أن أفل نجمه، وأصبح أسداً هرماً، تلعب على ظهره القردة، وتقتاته بعض من بغاث الطير والقوارض المنفلة من جحورها..
 
أما نحن القابعين غرب البحر ننتظر مرسالاً، يخبرنا بما حصل.. سيتنفس بعضنا الصعداء، لتسيل دموع بعضنا أنهاراً، حزناً على كل شيء.
 
لكن سيكون الأمر برمته جللاً، لأن الحلم سيذهب بأهله أدراج الرياح المغبرة سواداً، والعقول قبل الأنفس، ستعجز لحظتها عن خلق حلم آخر، قد نعيشه سويةً.