أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، مساء اليوم السبت، سيطرتها على مقرات ومواقع استراتيجية في البلاد أهمها مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ومقر الإذاعة والتلفزيون، وذلك مع استمرار اشتباكاتها المسلحة مع الجيش السوداني.
وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان أنها سيطرت “على عدد من المقرات والمواقع الاستراتيجية في العاصمة والولايات ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة، رئاسات الفرق في ولايات دارفور وعدد من الولايات جاري حصرها، السيطرة على الملاحة الجوية في كل السودان”.
وأضافت أنها باتت تسيطر أيضا على “مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والقاعدة الجوية بجبل الأولياء”، مشيرةً إلى أنه “تم تحديد مخبأ البرهان وكباشي ومحمد عثمان الحسين وجاري العمل للقبض عليهم”.
وفي وقت سابق من مساء اليوم السبت، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني والقائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان قرارًا بحل قوات الدعم السريع، بعد اندلاع اشتباكات مستمرة منذ صباح اليوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان.
ونشر جهاز المخابرات العامة السودانية تغريدة على “تويتر”، قال فيها “قرار من القائد العام للقوات المسلحة بحل قوات الدعم السريع”.
وأضاف: “القائد العام للجيش السوداني يصدر قرارا بإنهاء انتداب جميع ضباط الجيش في قوات الدعم السريع المتمردة”.
وتابع: “نهيب بكل الضباط والجنود من عناصر القوات المسلحة الذين يعملون حاليا في قوات الدعم السريع، إضافة إلى الأخوة الذين تم تنسيبهم بموجب الترتيبات الأمنية وعناصر قوات حرس الحدود وهيئة العمليات بالتبليغ فورا إلى أقرب وحدة عسكرية تتبع القوات المسلحة بجميع مدن ومناطق السودان والعاصمة”.
وفي وقت سابق من مساء اليوم السبت، أكد الجيش السوداني، اليوم السبت، أنه لا تفاوض ولا حوار قبل “حل وتفتيت” قوات الدعم السريع، وذلك في ظل الاشتباكات المسلحة الدائرة بين الطرفين في عدة مناطق بالسودان.
وذكرت رئاسة أركان القوات المسلحة السودانية، في بيان: “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت مليشيا حميدتي [الدعم السريع] المتمردة”.
كما ناشد الجيش السوداني المواطنين عدم الاشتباك مع قوات الدعم السريع، مؤكدا أن “القوات المسلحة قادرة على الحسم السريع ولكنها تعمل على أمنكم من العمليات القتالية”.
واندلعت اشتباكات في وقت سابق اليوم السبت. وأعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم ومطاري الخرطوم ومروي.ونفى الجيش الوطني الاستيلاء على القصر الرئاسي، وقال إنه يقصف قواعد قوات الدعم السريع بالقرب من الخرطوم.
وقُتل 6 مدنيين، اليوم السبت، إثر الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني في مدينة أم درمان السودانية، حسبما أوضح مصدر طبي.
وقال مدير مشرحة مستشفى أم درمان جمال يوسف، في تصريحات لـ”سبوتنيك”: “استقبلنا 6 قتلى مدنيين جراء إطلاق النار ببن الجيش وقوات الدعم السريع في أحياء مدينة أم درمان”، غربي العاصمة الخرطوم.
في سياق متصل، أفادت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) في بيان، بوقوع “عدد كبير جدا من الشهداء والمصابين من قبل المدنيين جاري حصرهم”.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمداهمة مقر لها في منطقة سوبا في الخرطوم، مستعملاً جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وتصاعدت الخلافات بعد تحركات لقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم، وولايات عدة، قال الجيش إنها تمت دون موافقته، محذرًا من “مواجهة محتملة” مع الدعم السريع، فيما اعتبره مراقبون إشارة علنية إلى “خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني”.