أفاد مسؤول بوزارة الخارجية الجزائرية، بأن بلاده استطاعت توفير مختلف الترتيبات الضرورية لانعقاد القمة العربية من دون ورق، فيما اعتبره “سابقة في تاريخ القمم العربية”.
وقال مدير عصرنة العمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية الجزائرية، عقبة شابي، إن هذه القمة “هي أول قمة بدون ورق، والتي تعتبر سابقة في تاريخ القمم العربية”، مبينا أنه “تم بلورة المشروع ووضعه حيز التنفيذ، بعد تجربة مصر عبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية، التي تمت أيضا بدون ورق”.
وأشار إلى أن “الجزائر قطعت أشواطا مهمة في مجالات التحول الرقمي واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، ما سمح لها بتوفير جميع الشروط الضرورية حتى تكون قمة الجزائر 2022، أول قمة عربية بدون ورق”، موضحا أنه “تم خلال الأشهر السابقة تكوين فوج عمل من مختلف القطاعات الوزارية للنظر في إمكانية تجسيد هذه الفكرة، لتتم بلورة المشروع ووضعه حيث التنفيذ”.
وبشأن الهدف من هذا الإجراء، كشف شابي أن “القمم السابقة شهدت استعمال حوالي طن إلى طن ونصف من الورق في جميع الاجتماعات على مستوى القمة، حيث يتم في كل اجتماع توزيع 150 نسخة تقريبا على المسؤولين الحاضرين”، مشيرا إلى أن “توفير هذا الكم الهائل من الورق وتجهيزات الطباعة والكوادر البشرية، ناهيك عن الوقت والتكاليف التي تتطلبها العملية، دفع للتفكير في رقمنة العملية وعقد قمة بدون ورق، والتي كان للجزائر شرف احتضانها”.
وعن البدائل الرقمية التي تم توفيرها، قال إن “جميع الاجتماعات التحضيرية الأربع تمت دون ورق، وكل البرمجيات وضعت للعمل بطريقة كاملة”، لافتا إلى أنه “جرى توفير أجهزة كمبيوتر بتقنيات عالية لكل الوفود المشاركة، تتضمن مسودات ومشاريع القرارات، ويمكن للوفود متابعة التغييرات، كما تم تجنيد كل التحضيرات اللوجستية للقمة قصد الحفاظ على الموارد الطبيعية والتمكن من تخزين المستندات وارشفتها وإجراء التوقيعات الإلكترونية”.
تبقى المسألة الأهم أن نعيد الثقة للجامعة العربية، بعد أن فقدت مكانتها ومصداقيتها بنظر الشارع العربي، وأن نقلع عن مقولة ” مجرد حبر على ورق”. لتكون القرارات العربية ملزمة لكل أعضاء الجامعة بعيداً عن التكاذب والاستنسابية في تنفيذ ما اتفق عليه المؤتمرون.