أدب

قفر هي البلاد

بقلم: عبد الكريم محمد

عندما تهب الرياح عواصفاً يا صاحبي.. تقتلع الغث مع السمين..والصالح قبل الطالح.. لتأتي على ورود الأرض واقحوانها.. قفر هي البلاد، عندما ما يتحول أيتامها ذكريات تتطاير كأوراق الخريف، رخيصة كما الوجبات السريعة.. عند المساء.

شتان يا صاحبي ما بين صناع تلك العواصف، وضحاياها الذين يذهبون مع أدراج غبارها.. ليتحولوا فيما بعد حجارة يبني عليها حفنة شيطانية أمجادهم.. حفنة لا تستحق ما تتنفسه من هواء الآخرين.. 

لا تحزن يا صاحبي، أو إذا شئت لا تنس، أيها الحالم بكسرة الخبز، أيها الضحية بن الضحية، بأن الخطب القادم جللاً.. وأن للجنون عند البعض فنون.. 

وتذكر أن أصغر الأشياء تتضخم.. لتتحول قضايا يتناولها الناس فيما بينهم، إلا موتك يبدأ بفاجعة محبيك، لتغيب بين ثنايا النسيان، وكأنك لم تكن.. وتذكر يا صاحبي لن تغيب الشمس مع غيابك.. وستبقى تشرق إيذانا بالديمومة.