
شهدت مدينة جرمانا في ريف العاصمة السورية دمشق ليلة أمس اشتباكات مسلحة، وسط تحذيرات رسمية من الحكومة السورية من أي تصرفات فردية أو جماعية قد تهدد الأمن العام.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تظهر سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى خلال الاشتباكات التي امتدت إلى منطقة أشرفية صحنايا في ضواحي دمشق.
وأفادت مصادر أهلية في جرمانا لـRT بشن هجمات متزامنة من قبل فصائل إسلاميه على جرمانا وأشرفية صحنايا وقطنا حيث توجد تجمعات لمواطنين سوريين من الديانة الدرزية في تلك المناطق..
وأكدت المصادر أن الهجوم جاء على خلفية تسجيل صوتي مسيئ إلى النبي محمد منسوب إلى أحد المواطنين السوريين الدروز الذين تبرؤوا بدورهم من التسجيل وأكدوا عدم معرفتهم بهوية من قام بتسجيله ورفضهم المطلق لمحتواه باعتباره ينطوي على فتنة.
وتابعت المصادر: “أدى الهجوم إلى استهداف أحياء مدنية بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون في حين تدخلت اللجان الشعبية في جرمانا لصد المهاجمين الذين سقط منهم عدد من القتلى”.
وأكدت المصادر الأهلية أن قوات الأمن العام تدخل لفض الاشتباكات والأهالي سجلوا له دوراً إيجابياً في هذا الشأن، إلى أن خيّم الهدوء الحذر حاليا على جرمانا وبقية المناطق الآخرى.
وعلى إثر ذلك أيضا قتل ما لا يقل عن اثنين من عناصر الأمن العام خلال الاشتباكات في محيط جرمانا التي تقطنها مكونات من مختلف طوائف المجتمع السوري وخصوصا بعد وفود مئات الآلاف إليها من مختلف المحافظات السورية خلال الحرب التي بدأت في سوريا سنة 2011.
عدم ذهاب الأطفال إلى المدراس
وأفادت المصادر بأن الأهالي امتنعوا عن إرسال أولادهم إلى المدارس اليوم بسبب الوضع الأمني القلق في جرمانا.
جهود الأمن العام
وأكد أحد سكان جرمانا من الديانة الدرزية أن “موقف قوات الأمن العام كان إيجابياً لجهة فض الاشتباك ومنع تدهور الأمور نحو الأسوأ”، مؤكدا سقوط قتلى من المهاجمين.
من جهة أخرى، نشرت قنوات على تطبيق “تلغرام” تابعة للحكومة السورية بيانًا منسوبًا إلى شيخ الديانة الدرزية، حمّود الحناوي، حذر فيه من “إثارة الفتنة والنعرات الطائفية التي تهدد تماسك المجتمع السوري”.
الداخلية السورية: لم تثبت صحة نسب التسجيل إلى شخص معين
وأكدت وزارة الداخلية السورية في بيان رسمي أن الجهات الأمنية المختصة باشرت تحقيقات مكثفة للكشف عن هوية صاحب التسجيل، مشيرة إلى أن التحريات الأولية أثبتت عدم صحة ما تم تداوله حول اتهام شخص معين، حيث لم تثبت صحة نسب التسجيل إليه.
وأشادت وزارة الداخلية بـ”مشاعر المواطنين الغيورين ووقوفهم الصادق دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم”، لكنها حذرت في الوقت ذاته من “أي تصرفات فردية أو جماعية قد تؤدي إلى الإخلال بالأمن العام”.
واختتم البيان بـ”تأكيد حرص الدولة السورية على حماية المقدسات الدينية وصون الوحدة الوطنية”، داعيا إلى الحفاظ على الهدوء وترك الأمر للجهات القضائية والأمنية المختصة.
الإعلام: لمواجهة خطاب التحريض والكراهية
من جهته، أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن مواجهة خطاب التحريض والكراهية والاستقطاب المجتمعي هي مسؤولية الجميع في مرحلة بناء الدولة وأن الوزارة سوف تضطلع بدورها في هذا الصدد.