ثقافة

في متعة البحث.. يستهويني قدم الأشياء

بقلم: حسن فياض

تستهويني الأماكن الأثرية الأسواق الشعبية العتيقة .. والتردد على محلات بيع الملابس المستعملة بما لها من طقوس ورونق خاص، شبّ معي وصار هواية محببة مثل أي هوايات أخرى.. بل أستطيع أن أقول عادة يصعب الاقلاع عنها، حتى وإن لم أعثر عمّا أبحث عنه؛ ومرد ذلك ليس رخص ثمنها كما يظن البعض بل حرف مسار الفكر اراحته بمتعة البحث والتركيز على بضاعة محددة.

النوع اللون النسيج الجودة، الأهم من ذلك كله ماتولده من شعور بتحسين المزاج بعد العثور عمّا يناسب.. وارتفاع منسوبه بعد الارتداء تتميز هذهِ البلاد بانتشار واسع لمثل هذه المحلات بمعروضات متنوعة عديدة جديدة بمعظمها، ماركات عالمية وبأسعار رمزية تديرها منظمات إنسانية، ويطلقون عليها تسمية (second hand )، أتردد عليها بشكل دوري ولا أخجل من ذلك قطعًا.. وصار عندي كم كبير من الملابس والأحذية.

ما أردته مماسبق، الحديث عن ظاهرة قديمة لايخلو منها حي من أحياء فيينا الجميلة.. وربما كل مدن القارة الأوروبية وقراها بمبادرة من مواطنيها الرائعين، انتشار حاويات للملابس المستعملة، جديدها وحديثها بكثرة، قيامهم بغسل الملابس بمختلف أنواعها، كويها وترتيبها
تغليفها بشكل أنيق ووضعها بالحاويات المخصصة لها.. وهي بكامل رونقها.

أفكر :بالتلاميذ المقبلين على مدارسهم، مع إطلالة آيلول بذنبه المبلول ، مؤنة الشتاء الذي أوشك على القدوم أرق وقلق أرباب الأسر في بلادنا التي طحنتها الحروب والفساد أوطاننا المنهوبة، بهذا الفائض الكبير الذي لا حاجة لأحد به في هذه البلاد …وهل بالإمكان شحنه إلى هناك حيث الحاجة والعوز بمبادرات جماعية حقيقة لا أعرف لكنها فكرة تخطر بالبال كل حين…