سياسة

في خلفية إرسال ميليشيا فاغنر الروسية إلى الإقليمين الإنفصاليين

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
إن وصول قوات ميليشيا فاغنر الروسية إلى إقليمي دونتيسيك و إقليم لوغانسك الأوكراني كميليشيا غير نظامية تابعة للدولة، يعني بأن روسيا لن تزج بقواتها النظامية في الحرب و لن تخوض غمار الحرب في حال اشتعالها بالوكالة إلى جانب الانفصاليين.

بل سيكون ذلك عن طريق دعم مرتزقة و ميليشيا غير نظامية أو حتى متطوعين روس بصفة غير رسمية، وهذا التدخل غير المباشر حدث في الكثير من الحالات والقانون الدولي والعلاقات الدولية يبيحان هذا النوع من التدخل، ومنها تدخل جمهورية الصين الشعبية في فيتنام إلى جانب الفيتناميين في حربهم مع أمريكا في السبيعينات عن طريق إرسال متطوعين غير نظاميين.

وتدخل السعودية و أمريكا في أفغانستان و إرسال ما يعرف بالمجاهدين ( المتطوعين ) العرب إليها، و تكرر ذلك في يوغسلافيا، و تدخل سورية في العراق و جميعكم يعرف أبو القعقاع و دوره في تطويع الشباب، و لكن ما ان تنطلق مركباتهم حتى تبلغ المخابرات السورية الأمريكان بقدوم الحافلات و دخولها او تأهبها لدخول الأراضي العراقية، مما يمكن الأمريكان من قصفهم، و من نجا أودع السجون السورية حين عودته إلى سورية ليطلق بعد إندلاع الثورة السورية في 2011/11/18 م لتخريبها عن طريقهم.

التكهنات و التوقعات كثيرة حول حدوث الحرب بين روسيا و أوكرانيا ولكنني أرجح إن حدثت ستكون حربا بالوكالة، وستكون منظبطة و محدودة و قصيرة الأمد ولن تمتد لتتحول لحرب شاملة، و ستنحصر في الإقليمين الإنفصاليين، التي ربما ستتكشف غبار الحرب إن ما حدثت عن إنفصالهما الناجز التام عن أوكرانيا.